يعيش المغرب خلال هذه الأيام موجة برد وصقيع أفضت إلى عزل قرى وبوادٍ بأكملها عن محيطها الخارجي بمنطقة الريف وذلك بسبب محاصرتها من طرف الثلوج التي تهاطلت عليها في الأيام القليلة الماضية. ويعيش سكان هذه المناطق الجبلية خاصة في قرى و دواوير عدة في جبال الريف على إيقاع معاناة اجتماعية ونفسية شديدة بسبب موجة البرد القارس الذي يعمّ في الفترة الراهنة وكذا الثلوج التي عزلتها عن المحيط الخارجي. وخلف هذا الوضع الصعب انقطاع شبه كامل لتواصل سكان هذه المناطق الجبلية والمهمشة اجتماعياً مع العالم الخارجي، كما تعذرت تنقلات السكان لقضاء أغراضهم ومصالحهم الخاصة في المراكز الحضرية القريبة ما زاد في تفاقم وتدهور وضعيتهم الاجتماعية العسيرة. وتتجلى أيضاً معاناة سكان هذه المناطق الجبلية المتضررة من موجة البرد القارس والصقيع في صعوبة العثور على التدفئة لفقدان الحطب والخشب الأمر الذي أدى إلى مشاكل صحية خاصة بالنسبة لكبار السن أو للأطفال الصغار، فضلاً عن معضلة التسرب المدرسي التي تمسّ فئة كبيرة من التلاميذ.