سبق للمؤرخ السابق للمملكة حسن أوريد أن اشتكى من نفوذ رجل، لم يذكره بالاسم، لكن أكد أن يده طويلة، دون أن تكون له مسؤولية محددة في الدولة، لكن أوريد الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية عقدت لتحضير الأجواء لانطلاق أولى مظاهرات حركة 20 فبراير دفع الحاضرين إلى الاعتقاد بأنه يتحدث عن “إلياس العماري”. جميع قادة الأحزاب السياسية يعتقدون أن إلياس العماري الرجل النافذ في حزب الأصالة والمعاصرة يقوم بأشياء كثيرة، لكن لا أحد يمتلك الجرأة للإفصاح عما يقوم به هذا الرجل القصير القامة القادم من الريف، “إلياس العماري يقوم بعدة أمور بعضها متعلق بحزبه، ونحن في حزبنا نواجهه”، هكذا تحدث نبيل بنعبد الله وزير الإسكان دون أن يقدم أية تفاصيل. يحرص إلياس العماري على التواجد دائما في قلب الأحداث الساخنة، تم الحديث عنه بمناسبة تفكيك مخيم اكديم ازيك (8 نونبر 2010)، وتم الحديث عنه مؤخرا كأحد الحاضرين في انتخابات “الجامعة الملكية لكرة القدم”، حيث فوجئ الحاضرون في اجتماع 31 غشت 2013 بدخوله عليهم بصفته رئيسا لفريق شباب الريف الحسيمي، بينما تتضارب الأنباء بين من يرى في حضوره دعما لتجربة الفاسي الفهري، وبين من يراه عنصرا لمواجهة محتملة مع الجنرال حسني بنسليمان الذي يدعم جنرالا آخر لرئاسة الجامعة. يملك العماري شبكة من العلاقات تمتد من قمة هرم الدولة إلى قاعدته، بل إنه بات يعزز تحركاته مؤخرا بأنشطة خارج الوطن مثل: تنظيم لقاءات مع قادة فلسطين، كما حصل مؤخرا، أو من خلال خروجه في بعض المظاهرات ضد بعض الأنظمة، فقد كان العماري من أوائل المغاربة الذين تظاهروا في جامعة “سان دوني” رفقة الطلبة التونسيين من أجل رحيل الرئيس السابق بنعلي؛ وبينما كانت بعض الحشود في مسيرات 20 فبراير تطالب برحيله، كان ابنه يحجز مكانا مريحا وسط الجماهير، دون أن يدخل في أية مواجهة مع من يهاجمون والده، أكثر من ذلك فقد ذكرت مصادر إعلامية أن إلياس كان من بين المتظاهرين ضد قرار العفو عن المجرم دانييل.. هكذا هو إلياس، يضع إحدى رجليه في الجنة، ورجله الأخرى في منطقة قريبة من جهنم، ما معنى أن تتسرب إلى الصحف صورة يظهر فيها فؤاد الهمة واقفا وهو ينصت بإمعان إلى توجيهات إلياس العماري، بينما يقف حكيم بنشماس رئيس فريق حزب الأصالة مثل التلميذ في حضرة إلياس الذي يبدو جالسا في وضع مريح على مكتبه.. أليس من الخطورة تسريب هذه الصورة التي تدفع إلى التساؤل أيهما يحكم :”ّإلياس أم الهمة”؟؟!. لعب عبد الإله بن كيران دورا كبيرا في إطلاق النار على إلياس العماري، وكانت أكثر فصول المواجهة إثارة هي تلك التي نعت فيها بن كيران إلياس العماري ب”السلكوط”، بينما هدد هذا الأخير باللجوء إلى القضاء، غير أن القضية لم يظهر لها أي وجود في ساحة المحاكم، لتحتفظ الجرائد بمجرد تصريح يقول فيه العماري:”سأقاضي بن كيران بتهمة السب والقذف الذي تعرضت له بعد تعيينه رئيسا للحكومة”. من جانبه، لا يتردد نائب الأمين العام لحزب الأصالة في كيل الاتهامات لحزب بن كيران، لعل أكثرها جرأة هي تلك التي أكد فيها أن حزب العدالة والتنمية “جماعة منافقة تجمع بين الحكم والمعارضة كما يجمع المنافق بين الكفر والإيمان في جوف واحد”.(هسبريس 17 فبراير 2013). يمكن القول، إن قادة العدالة والتنمية يدرجون إلياس ضمن لائحة التماسيح والعفاريت التي يشهرها رئيس الحكومة كل مرة، لكن إلياس يؤكد أن ما يقصده منتسبو الحزب التابع لحركة التوحيد والإصلاح بالتماسيح والعفاريت هو “المؤسسة الملكية”، بل إن بن كيران استعمل الملكية في حملته الانتخابية بشكل ماكر حسب قوله.