تمكن المسافرون على متن رحلة أمريكية كانت تقصد مدينة ديترويت قادمة من العاصمة الهولندية أمستردام السبت من شل حركة رجل نيجيري والقبض عليه، بعد أن حاول تفجير شحنة ناسفة على الطائرة قبل دقائق من هبوطها، ما تسبب بإصابة المهاجم بحروق في مختلف أنحاء جسده، بينما ساد الرعب بين الركاب. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إن المهاجم يدعى عمر فاروق عبدالمطلب، وهو مسجل على اللوائح الأمريكية ضمن المشتبهين بالإرهاب، دون أن تتأكد صلاته بتنظيم القاعدة، وقد حصل على العبوة وتعليمات الهجوم من اليمن، في حين وصف البيت الأبيض العملية بأنها "هجوم إرهابي." وقال الراكب سيد جفري إنه كان يجلس على بعد عدة مقاعد من عبدالمطلب، 23 عاماً، عندما شاهد وميضاً أعقبه صوت يشبه صوت انفجار بالون وظهور دخان، "بدأ بعده الذعر يدب بين الركاب." وتابع جفري: "بعد ثوان، استوعب الركاب ما جرى، وقرروا التدخل، وقفز رجل من المقاعد الخلفية وقام بتثبيت عبدالمطلب وشل حركته، وساعده بعد ذلك عدد آخر من الركاب وأفراد الطاقم." وأضاف جفري أن النار شبت في بنطال عبدالمطلب، وقد سارع الركاب إلى إطفائها، لكن المهاجم أصيب بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة في مختلف أنحاء جسده. ولفت جفري إلى أن الركاب قاموا بنقل المهاجم إلى مقدمة الطائرة، ولم تظهر عليه طوال الدقائق الفاصلة عن موعد هبوط الرحلة أي علامات ألم، وكان يشعر بالدهشة جراء التدخل السريع للمسافرين. وكشف مصدر أمني أن عبدالمطلب مسجل على لوائح حظر السفر الأمريكية، لوجود شبهات حول صلاته المفترضة بحركات متشددة، دون وجود أدلة على كونه عنصراً في تنظيم القاعدة. وتابع المصدر أن عبدالمطلب وصل إلى أمستردام على متن رحلة للخطوط الجوية الهولندية قادماً من مدينة لاغوس النيجيرية، وقد "حصل على المتفجرة وتعليمات حول موعد استخدامها في اليمن"، دون تقديم المزيد من التفاصيل. من جانبها، قالت الناطقة باسم FBI، ساندرا بيرشتولد، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي أرسل عينات من العبوة إلى المختبرات المتخصصة لمعرفة طبيعتها. يذكر أن فكرة تفجير طائرات متوجهة إلى الولاياتالمتحدة كانت قد راودت مجموعات مقربة من القاعدة، يلاحق بعضها في المحاكم البريطانية ضمن ما يعرف بملف تفجير "الطائرات العابرة للمحيط الأطلسي." وقد بدأت القضية في أغسطس/ آب 2006، عندما جرى اعتقال عدد من الأشخاص للاشتباه بتآمرهم لتفجير طائرات عبر متفجرات سائلة، وضعت في علب للمشروبات الغازية. وأدت الحادثة إلى إصدار السلطات البريطانية قرارا يحدد كمية السوائل التي يسمح لركاب الطائرات حملها عبر نقاط التفتيش في المطارات.