قال خليفة الراحل عبد السلام ياسين على راس جماعة العدل والاحسان محمد عبادي، أن نظام الحكم المعتمد في المغرب ليس من الإسلام في شيء، بتأكيده أن نظام الحكم في الإسلام مبني على مبدإ الشورى وليس الملكية. ويبدي محمد عبادي في لقاء مع "الشروق"، على هامش مؤتمر حركة "حمس"، ارتياحا بالغا لما تحقق في الدول التي عرفت حراكا شعبيا في الريع العربي، رغم الخسائر في الأرواح البشرية والممتلكات، مؤكدا أن العمل السياسي القائم على التحزب هو السبيل الوحيد الآن لخدمة المسلمين، وأن مسألة المراجعات الفكرية محدودة في ظل انحسار تواجد متطرفين أو متشددين. واعتبر ظاهرة الإرهاب ردا على إرهاب الحكومات، وأن معالجتها تمر عبر الحوار والإقناع الفكري بأهمية المنهج الوسطي. "الشروق": حضوركم أشغال مؤتمر حركة "حمس" بالجزائر، هل يعني هذا دعم دخول الإسلاميين المعترك السياسي؟ محمد عبادي: العمل السياسي أمر واجب على المسلمين، لأنه اهتمام بأمر المسلمين، والاهتمام بأمر المسلمين أمر واجب، ومن لم يهتم بأمور المسلمين ليس منهم، والسياسة هي اهتمام ورعاية لحال المسلمين وشؤونهم، ورعاية شؤونهم بشكل جيد لا تتم إلا في ظل شريعة الله عز وجل. أنتم تخالفون آراء الكثير من المشايخ الذين يعارضون العمل الحزبي؟ كيف يمكن للأمة أن تستعيد مجدها ورقيها دون التكتل ودون التحزب؟ وإنما التحزب يجب أن يكون على الحق وعلى مبادئ أساسية وواضحة فيها إسعاد المجتمع والفرد. لكن جماعتكم متحفظة على السياسة، فهي لم تدخل المعترك الانتخابي. لماذا؟ نحن لا نريد أن ندخل في مستنقع لا نعرف كيف نخرج منه، من يريد الدخول في مجال كهذا، أو بالأحرى المستنقع، لا بد عليه أن يتنازل عن أسس ومبادئ إسلامية، ونحن غير مستعدين لهذا. عرف العالم العربي حراكا شعبيا، اصطلح عليه بالربيع العربي، كيف تنظرون إليه؟ من ربيع عربي إلى ربيع إسلامي، يكفي أن ما حدث في الوطن العربي قد حرر الإنسان من كابوس الخوف والظلم، وبدؤوا يخرجون إلى الشارع ويقولون للظالم والظلم لا وكفى! ويقولون لا للفساد كذلك. لكن الخراب قد عم الدول مثلما هو الحال في ليبيا وسوريا؟ ثمن الحرية باهظ جدا، وهذا ما حدث في كل دول العالم وعبر التاريخ، الشعوب دفعت أثمانا باهظة نظير حصولها عل الحرية. المغرب عرف بعض الحراك، هل باركتموه؟ نحن كنا من المؤسسين له، ونحن الجناح الأكثر والأكبر، ولما توقفنا توقف كل الحراك. كيف تنظرون إلى نظام المخزن، وتحديدا الملك محمد السادس؟ نظام الحكم في الإسلام محدد شرعا، وهو نظام قائم على الشورى وليس على الوراثة الذي بدا منذ الانكسار التاريخي وتحول الأمر إلى ملكية عامة، نحن نعاني من الملك، وتدريجيا- إن شاء الله- سنتخلص من هذا النظام، ونعود إلى ما جاء في كتاب الله. قررت الجزائر غلق حدودها مع المغرب ردا على إجراء انفرادي مغربي بفرض التأشيرة، مع تجاهل تام للجارة الجزائر. كما أن استمرارها يبقى مرتبطا بعدم رد الرباط على مطالب جزائرية محددة حتى ترتقي إلى ما فوق الحزازات والمشاكل العارضة، ما تعليقكم؟ أمنيتنا أن تهدم الحدود ونبني وطنا إسلاميا واحدا، وهذا سيتأتى بالحوار والمشاورات. الجزائر والمغرب تعانيان من الإرهاب، هل المقاربة الأمنية كافية لوحدها لمعالجة الظاهرة؟ الواضح والمؤكد أن المقاربة الأمنية غير كافية، إرهاب الأفراد هو رد فعل لإرهاب الدول، فالمعالجة إذن لا يمكن أن تنحصر في المجال الأمني، لا بد من الحوار والإقناع الفكري حتى يعود الشباب إلى رشدهم ويتبنوا الوسطية، لأن الإسلام دين سلم وأمن وليس دين عنف. هل ساهمتم في مراجعات فكرية بالمغرب؟ ليس لدينا متطرفون متشددون، لكن فيه حوارات مع بعض الشباب، نناقشهم ونقدم لهم النصح، ونسأل الله الثبات.