اكدت الهيئات اليسارية والحقوقية والنقابية التقدمية بالحسيمة انها تستعد لبناء وإعادة بناء معارضة سياسية ومدنية على أسس مغايرة لتلك التي اعتاد عليها المشهد النضالي بالحسيمة على حد تعبيرها. واوضحت هذه الهيئات في بلاغ لها ان هذه المعارضة لن يكون فيها مكان "للوصوليين مقتنصي الفرص على ظهر الحركات الجماهيرية الذين طالما تغنوا بهموم الكادحين قبل أن يرتموا في أحضان المخزن في غدر واضح للقوى التقدمية والمناضلة ". مضيفة ان هذه الخطوة ستسهل بتنظيم ندوة سياسية وحقوقية حول أحداث انتفاضة 1984 يوم 24 يناير 2013 سيتم الاعلان عن برنامجها في وقت لاحق. واشارت الهيئات التقدمية في بلاغها انها عقدت اجتماعا بمقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان حضرته مكونات تجمع اليسار G4والنقابتين الكنفدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل (الجناح الديموقراطي)إضافة لجمعيات يتشكل منها إطار القطب التقدمي وذلك في اطار سعيها لخلق فرز واضح لقطب القوى التقدمية في المشهد السياسي والحقوقي والنقابي والجمعوي بالحسيمة. دليل الريف : متابعة وهذا نص البلاغ
قطب الهيئات التقدمية: اليسارية والحقوقية والنقابية والجمعوية بالحسيمة بلاغ تخليد الذكرى 18 لانتفاضة 1984 واستخلاص الدروس في سياق سعيها الحثيث لخلق فرز واضح لقطب القوى التقدمية في المشهد السياسي والحقوقي والنقابي والجمعوي بالحسيمة، بعدما لحقه من تشويش كبير، استأنفت المداولات بين الهيئات المعنية بعقد اجتماع عادي بمقر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حضرته مكونات تجمع اليسار G4والنقابتين المناضلتين CDTوUMT )التيار الديمقراطي(إضافة لجمعيات مناضلة يتشكل منها إطار القطب التقدمي. ونظرا لما شاب هذا المشهد من تبخيس وتلويث وتسليع للقيم النبيلة التي أصبحت مرتعا لكل من هب ودب حتى أكثرهم ارتماء في أحضان النظام المخزني، شكلت هذه التحولات الارتدادية عامل وثوب القوى القمعية لسحق الحركات الاحتجاجية واعتقال العشرات من المعتقلين السياسيين وإنزال أحكام قاسية في حقهم لم يشهد الريف مثيلا لقسوتها منذ الانتفاضة المجيدة لسنة 1984، فضلا عن تحويل الحسيمة إلى قلعات لمختلف أصناف القوى القمعية التي زاد عددها وعدتها بشكل مثير للاستغراب والاستنكار والاستهجان، بل والاستفهام عما تبقى من شعار المصالحة مع الريف!؟، لدرجة أن تكلفة حملاتها القمعية الممنهجة يمكن أن تكون كافية لتشغيل كل المعطلات والمعطلين بالحسيمة الذي يجري سلخهم بشكل منتظم!ولعل الهجوم الغادر والمدان على وقفتهم الاحتجاجية السلمية يوم الثلاثاء )08/01/2013(أمام إحدى أوكار الفساد والمحسوبية والتغطية على التشوهات العمرانية بالمدينة لخير دليل على أن الدولة تفضل سحق فئات شابة وإجهاض مطالبها المشروعة في الشغل والتنظيم على مطلب فتح حوار جاد ومسؤول مع إطارهم النقابي العتيد: الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين.وما كان للنظام والسلطات العمومية أن تمتلك كل هذه الجرأة لولا وثوقها من وجود ظواهر التشرذم والارتداد والانتهازية، غير أنها عوامل مساعدة لها بشكل ظرفي فقط بعد أن تيسر لها شراء السلم الاجتماعي لإخماد الاحتجاجات الشعبية. وواهمة إن اعتقدت أنها قادرة على تركيع القوى المناضلة بالمنطقة مرة واحدة وإلى الأبد ولا محالة ستنبعث أكثر قوة وبسالة لأنها صاحبة المشروعية الديمقراطية والنضالية وهي مرجع لا ينضب من المناعة والمصداقية والتضحيات الجسيمة وروح الإقدام . ولم تقف مداولات الهيئات التقدمية عند مظاهر الحملة القمعية المسلطة على الحركات الاحتجاجية فقط بل بلورت تحليلا سياسيا ينبني على قناعات قوية بوجود مؤشرات فشل ذريع لمسارات المأسسة الشكلية التي انتهجها النظام بمساعدة قوى إسلامية ومخزنية وإدارية في مسعى أساسي يهم سحق حركة 20 فبراير وهيئاتها المناضلة، ونظرا لكون هذه الإصلاحات كانت غير عميقة، بعد أن طرحت بشدة مسألة النضال ضد اختلال موازين القوى، فإنها بالتالي لم تخرج بعد من دائرة الصراع، فضلا عن وجود متغيرات كذبت توقعات القوى المخزنية التي كانت تراهن على نسبة نمو تصل إلى 7 في المائة وأصبحت اليوم تتحدث بالكاد عن رقم هزيل ويتيم لا يتعدى 2 في المائة كما ارتهنت البلاد في مديونية خارجية وضعتها تحت حجر ووصاية المؤسسات المالية الدولية في وضعية شبيهة لما عاشته البلاد في عهد سياسة التقويم الهيكلي لسنة 1983 وما نتج عنها من انتفاضات شعبية عارمة هزت كيان النظام المخزني .. ونحن في سياق الاستعادة لتلك الأحداث المؤلمة قررت الهيئات أعلاه، وفاء منها لروح الشهداء، تنظيم ندوة سياسية وحقوقية حول أحداث انتفاضة 1984 يوم 24 يناير 2013، سيعلن قريبا عن برنامجها كاملا ومنهجيتها وأهدافها والذين سيستعيدون هذه الأحداث سواء ممن عايشوها عن كثب أو ساهموا في صنعها .. إنها استعادة للأحداث برؤية الحاضر وبأفق المستقبل. وتندرج هذه الندوة في سياق خطة سياسية وحقوقية شاملة تمتد على مدار السنة تتوخى من خلالها القوى المعنية بناء وإعادة بناء معارضة سياسية ومدنية على أسس مغايرة لتلك التي اعتاد عليها المشهد النضالي بالحسيمة حيث لا مكان بعد الآن للوصوليين بينها من مقتنصي الفرص على ظهر الحركات الجماهيرية الذين طالما تغنوا بهموم الكادحين قبل أن يرتموا في أحضان المخزن في غدر واضح للقوى التقدمية والمناضلة . الحسيمة في: 10 يناير 2013 عن قطب الهيئات التقدمية بالحسيمة