أسفرت نتائج الانتخابات البرلمانية الهولندية التي تم إجرائها بتاريخ 12 شتنبر 2012 على فوز 12 برلمانيا من أصل غير أوروبي، من مجموع 150 برلمانيا الذين سيشكلون البرلمان الهولندي الجديد. فإذا قارنا عدد هؤلاء البرلمانيين من أصول أجنبية بين انتخابات 2010 و الانتخابات الحالية (2012)، نجد بان هناك تراجع طفيف في عدد هؤلاء البرلمانيين بحيث أن في انتخابات 2010 تم الحصول على 16 مقعدا. هذا المعطى تم تجاهله من طرف بعض المحللين و المتتبعين، بحيث طغى حدث تراجع اليمين المتطرف /حزب الحرية الذي يتزعمه المتطرف خيرت فيلديرس، على المشهد الإعلامي نضرا لما يشكله من تهديد مباشر ليس للمهاجرين فقط بل للمجتمع الهولندي ككل. و إذا تفحصنا لائحة الفائزين من أصل أجنبي نجد من بينهم 7 من أصل مغربي (من بينهم 3 من أبوين مختلطين أي من أم هلندية أو أب هولندي) و منهم 4 ذكور و 3 نساء. و يلي المغاربة 3 برلمانيين من أصل تركي كلهن نساء من بينهن اثنان ازدادتا في تركيا و واحدة من مواليد هولندا. أما الآخرون فنجد سورينامي واحد من مواليد هولندا. و أفغاني واحد من مواليد كابول بأفغانستان و هندي واحد و هو من أم هندية و أب مغربي. و للإشارة فان المؤسسة التشريعية الهولندية تتكون من غرفتين. الغرفة الأولى (و هي بمثابة مجلس الشيوخ البلجيكي/ "السينا") و تتكون من 75 عضوا يتم تجديده كل أربعة سنوات و يتكون أساسا من ممثلينللأقاليم و الجهات ألاثني عشر في هولندا. أما الغرفة الثانية (البرلمان) فعدد أعضائه يصل إلى 150 برلمانيا يتم انتخابهم بشكل مباشر كل أربعة سنوات ايضا. و يشار أيضا أن هذه الانتخابات هي انتخابات سابقة لأوانها في هولندا، نضرا للازمة الناتجة عن انسحاب حزب الحرية المتطرف من الائتلاف الحكومي السابق، مستغلا الاختلاف العميق بين مكونات الحكومة السابقة حول تحديد ميزانية 2013. الحزب الحرية لخيرت فيلدرس، كان يهدف من انسحابه من الائتلاف الحكومي إلى حصد اكبر عدد من المقاعد في الانتخابات الجديدة و فرض سياسة المعادية للاجاني و للوحدة الاوروبية، لكن المواطنون الهولنديون وجهوا له صفعة قوية، إذ فقد 9 مقاعد دفعة واحدة، وبذلك انتقل من 24 مقعدا في انتخابات 2010 إلى 15 مقعدا في الانتخابات الحالية.