في العادة ما توجه الرسائل إلى من يهمه الامر، وغالبا ما نوجه الرسائل إلى من يقرئها، لكن أحيانا قد نضطر غير باغين إلى توجيه بعض الرسائل إلى من لايهمه الامر، خاصة حين نعلم أن من يفترض في الامر أن يهمه هو على غير ذلك، فرئيس المجلس الجماعي بتمسمان وفق لمسؤوليته المحدد قانونا، كما هي واردة في الميثاق الجماعي الأخير وخاصة المادة 35 وما يليها من المواد التي توضح بشكل لايدع مجال للغموض اختصاصات المجالس الجماعية والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، كان يفترض فيه ان يكون قدوة لباقي اعضاء مجلسه الجماعي ومتحملا لمسؤوليته ويهتم لأمر تمسمان وساكنتها، وهنا نتساءل جميعا عن العائق الذي يمنع هذا المجلس عن القيام بمسؤوليته، ونعود ونذكر السيد الرئيس أنه يقضي ولايته الثانية في سدة رئاسة جماعة تمسمان ذات موارد لابأس بها، خاصة أنها تمتلك سوق أسبوعي من اكبر الأسواق الأسبوعية في المغرب، ناهيك عن الموارد الأخرى، ولا احد حتى الآن يعرف ما الذي يمنعه من القيام بواجباته القانونية والأخلاقية، وإنقاذ أبناء تمسمان من الضياع والغرق في الأبيض المتوسط، هربا من جحيم اسمه التهميش. لا أوغل في القانونيات وتحديد المسؤوليات لأني اعتقد أن السيد الرئيس" المحامي"على علم بها بشكل كافي، ولكن سأتحدث في رسالتي هذه عن جانب أخر، هو الجانب الأخلاقي لعله يوخز ضمير السيد الرئيس، وأذكر الأستاذ أن تمسمان كانت تستبشر خيرا بمجيء رئيس شاب ومثقف، ليحمل مشعل التغيير وإرساء دعائم الحكامة الجيدة، والديمقراطية المحلية، وإخراج تمسمان من دوامة انتشار الأمية، والتهميش. واتذكر جيدا حين فاز السيد الرئيس بولايته الاولى، كيف فرح الناس وكم من الامال علقوا عليه، والان كم هم مستاؤون، بل ويرى الكثير ان الاوضاع ازدادت سوء في فترة رئاسة الشاب المثقف، وارى شخصيا ان الرئيس الشاب خيب الامال التي علقت عليه، خاصة في يتعلق بملفات حساسة ، في مقدمتها ملف البنية التحتية، ولاشك ان امطار الخير التي هطلت مأخرا اعطت دليلا اخر عن انعدام هذه البنيات وليس هشاشتها كما يحلو للبعض تسميتها، وأدعوا السيد الرئيس الى زيارة السوق في مثل تلك الظروف، وأتحداه ان استطاع ان يخرج بنعليه فقط، فما بالك ان يخرج محملا بأزيد من عشرين كيلو غرام من الحاجيات التي يحج اليها ابناء تمسمان اسبوعيا لسد رمقهم في الاحياء الجبيلة الوعرة، كحي السيد الرئيس الذي يعيش عزلة رفقة الاحياء المجاورة كلما غضب وفاض فيضانه المعتاد. وفي الاخير ادعوا السيد الرئيس الى مراجعة ذاته، والمصالحة مع ساكنة جماعته واصلاح ما يمكن اصلاحه، وإلا فلا جدوى من وجود مجلس جماعي إذا كانت مهمته تسليم نسخ الازدياد و بعض الشواهد التي لاتحتاج الى امضاء الرئيس، الان سيادته يقطن في الناظور وليس في تمسمان كما يعلم الجميع.