يختتم، اليوم السبت، في مانهاست، بضاحية نيويورك، اللقاء غير الرسمي الرابع حول الصحراء، الذي ينعقد من 16 إلى 18 دجنبر الجاري، على أن يعقد لقاء آخر في بداية 2011. وكان الوفد المغربي وصل، أول أمس الخميس، إلى إقامة “غرين تري”، في مانهاست، للمشاركة في الدورة الرابعة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، المنظمة تحت إشراف الأممالمتحدة، من 16 إلى 18 دجنبر الجاري. ويضم الوفد المغربي إلى هذه المفاوضات الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين خليهنا ماء العينين، الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. وحسب الأممالمتحدة، سيشكل هذا اللقاء الجديد، الذي ينعقد بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء، كريستوفر روس، والذي سيشارك فيه، بالإضافة إلى الوفد المغربي، ممثلون عن الجزائر وموريتانيا والبوليساريو “فرصة لاستكشاف مقاربات مجددة من أجل خلق مناخ أكثر ملاءمة لإحراز تقدم” في المفاوضات. وكان الوفد المغربي أكد، خلال الجولة الثالثة، في نونبر الماضي، ضرورة إعطاء دينامية جديدة للمفاوضات، ليس فقط لضمان استمراريتها، لكن، أيضا، لتكثيفها وفقا لوسائل ومنهجية مجددة من أجل التوصل إلى الحل السياسي المنشود، مشددا على أن كل الأطراف مدعوة إلى العمل، وفقا لقرارات مجلس الأمن، وإلى التحرر من مخططات متجاوزة، بما فيها خيار الاستفتاء غير القابل للتطبيق. وترمي هذه المفاوضات التي جرى تدشينها في غشت 2009 بالنمسا، إلى الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية، الهادفة إلى إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وتندرج المفاوضات في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1813 (2008)، و1871 (2009)، و1920 (2010)، التي تدعو الأطراف إلى الدخول في مرحلة من المفاوضات المكثفة والجوهرية مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود المبذولة من طرف المغرب منذ 2006 مع التحلي بالواقعية وبروح التوافق. وانعقدت الاجتماعات الثلاثة السابقة على التوالي في غشت 2009 ببلدة دورنشتاين قرب فيينا (النمسا)، وفبراير 2010 بأرمونك قرب نيويورك، وفي نونبر الماضي بمانهاست. وكان الفاسي الفهري أكد، يوم الجمعة الماضي، في معرض تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون برسم سنة 2011، أمام لجنة الخارجية والحدود والمناطق المحتلة والدفاع الوطني بمجلس المستشارين، أن المفاوضات “لم تحرز أي تقدم ملموس إذا ما استثنينا الاتفاق على عقد لقاء جديد”. وذكر بأن المغرب شارك في اللقاء غير الرسمي الثالث بمانهاست، أيام 7 و8 و9 نونبر الماضي، برعاية كرستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وبحضور ممثلين عن الجزائر وموريتانيا و(بوليساريو). وأشار إلى أن هذا اللقاء جاء بعد مباحثات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على هامش مشاركة جلالته في الدورة 65 للجمعية العامة، مع الأمين العام للأمم المتحدة، واستقباله في أكتوبر الماضي، للمبعوث الشخصي، الذي قام بجولة في المنطقة، وهي رابع زيارة من نوعها تحضيرا للقاء المذكور. وفي هذا الإطار، يضيف الفاسي الفهري، عبر جلالة الملك عن التزام المملكة المغربية الصادق والنزيه للتعاون مع الأممالمتحدة للدخول في مفاوضات جادة ومثمرة للتوصل لحل سياسي نهائي وتوافقي لهذا النزاع، طبقا لقرارات مجلس الأمن الداعية لإجراء مفاوضات مكثفة وجوهرية بين الأطراف تأخذ بالاعتبار الجهود المبذولة من طرف المغرب منذ 2006. كما أكد الوفد المغربي ضرورة إعطاء دينامية للمفاوضات، ليس فقط لضمان مواصلتها، وإنما لتفعيلها حسب الإمكانيات وميتودولوجيا خلاقة للتوصل للحل السياسي المنشود، مشددا على أن جميع الأطراف مطالبة بالالتزام بقرارات مجلس الأمن، وألا تبقى حبيسة مخططات أصبحت متجاوزة بما فيها خيار الاستفتاء غير القابل للتطبيق.