شن النائب الأمريكي لينكولن دياز بالارت (عن الحزب الجمهوري في فلوريدا) هجمة شرسة على المشروع الانفصالي في الصحراء المغربية، كما ندد بالتضليل الممنهج الذي يمارس على الكونغرس الأمريكي حول موضوع الصحراء وأحداث العيون الأخيرة، وحذر، خلال كلمة ألقاها أمام مجلس النواب الأمريكي، من إنشاء دولة وهمية ومجهرية على يد البوليساريو تحكم على غرار نظام «القمع» في كوبا- كاسترو. وأكد دياز بالارت، الذي يرأس تجمع «المغرب» في مجلس النواب الأمريكي، بوضوح، دعم الولاياتالمتحدة للمملكة منذ فترة طويلة من أجل التوصل إلى حل وسط في الصحراء على أساس مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وشدد على أن المملكة حليف رئيسي للولايات المتحدة، مثنيا على جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب الدولي في شمال إفريقيا. كما أعلن النائب دياز بالارت، أمام مجلس النواب الأمريكي، أن «مستقبل مساعي أمريكا في مكافحة الإرهاب الدولي ودعم الاستقرار في شمال إفريقيا يفرض على الحكومة والكونغرس في الولاياتالمتحدة أن يستمرا في الوقوف، بحزم ووضوح، مع صديقتنا وحليفتنا المملكة المغربية»، وذكَّر النائب دياز بالارت زملاءه في الكونغرس الأمريكي بأن «واقع السيادة المغربية على الصحراء يحظى بدعم جميع سكان المغرب، بما في ذلك الصحراء نفسها». وشدد على أنه «على مدى أكثر من عقد من الزمن، وافق المغرب على منح حكم ذاتي حقيقي وعميق في الصحراء تحت السيادة المغربية، من أجل التوصل إلى حل واقعي ونهائي لهذه المشكلة، ولكن الجزائر وما يسمى بجبهة البوليساريو ما زالتا تصران على إنشاء دولة مجهرية وهمية... لقد أبان صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفريقه التفاوضي على قدر كبير من الشجاعة والصبر في التعامل مع هذه القضية الحساسة جدا والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بأمن المنطقة بأسرها. كما تحدثت الأغلبية في هذا المؤتمر -من الجمهوريين والديمقراطيين- بشكل واضح عن دعم لموقف حليفنا المغرب في هذه المسألة الحاسمة في رسائل أرسلناها، أولا إلى الرئيس بوش، ومن ثم إلى الرئيس أوباما. كما أن الولاياتالمتحدة، خلال إداراتها السابقة والحالية وبدعم قوي من وزيرة الخارجية السابقة رايس ووزيرة الخارجية كلينتون، أعربت عن اتفاقها مع موقف الغالبية العظمى من هذا المؤتمر». وتابع دياز بالارت قائلا: «وحتى الآن، يتم تمويل ما يسمى بجبهة البوليساريو من قبل الجزائر، كما أنها مدعومة من قبل ديكتاتورية كاسترو الشيوعية في كوبا... ودعونا لا ننسى أبدا أن مثل هذه الدولة المجهرية ستكون بمثابة بؤرة محورية لزعزعة الاستقرار في المنطقة، فضلا عن كونها مصدِّرة للإرهاب». وضم النائب دياز بالارت صوته إلى العديد من الأصوات في المجتمع الدولي التي أدانت التغطية الإعلامية غير الدقيقة للأحداث المأساوية الأخيرة في العيون، جنوب المغرب، ووصفها بكونها «منحازة» بوصفها «محاولات مثيرة للسخرية في التضليل المنهجي». وكانت رسائل تم إرسالها إلى الكونغرس من قبل روبرت هولي، المدير التنفيذي للمركز المغربي الأمريكي للسياسة والمجلس الأمريكي لأسرى الحرب المغاربة، انتقدت بشدة الادعاءات المشوهة والتي تم نشرها في الصحافة حول أحداث العيون. وكتب السيد هولي مخاطبا الكونغرس الأمريكي: «الادعاءات المشوهة التي وردت في الصحف إهانة كبيرة ل11 من ضباط الشرطة المغربية الذين قتلوا بوحشية على يد متطرفين موالين لجبهة البوليساريو، تسللوا إلى ما بدأ كاحتجاج اجتماعي سلمي حول قضايا اقتصادية، بالقرب من العيون»، وتابع قائلا: «لقد كان ضباط الشرطة يحملون أسلحة غير فتاكة (...) وقد ندد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بهذه المزاعم المشوهة». إلى ذلك، قامت صحيفة «نيويورك تايمز» بنشر تقرير صحفي صادم حول أعمال الشغب التي اندلعت في مدينة العيون في الآونة الأخيرة، وألمح المقال إلى أن هذه الأعمال ربما تكون خلقت فرصة لتنظيم القاعدة لاكتساب موطئ قدم جديد في ظل حالة الفوضى، خاصة وأن منطقة نفوذ القاعدة في الصحراء تشمل الآن مناطق واسعة من الصحراء الكبرى ومنطقة شمال غرب إفريقيا. ويبين المقال أنه على الرغم من ادعاءات وقوع ضحايا كثيرين بين المدنيين، من قبل الانفصاليين المدعومين من الجزائر وحلفائهم في الصحافة الإسبانية، فإن «الحقيقة سرعان ما ظهرت، وكانت -عمليا- عكس كل تلك الادعاءات: فالعصابات المسلحة بالسكاكين من المخيم هاجمت ضباط الأمن المغربي العزل، مما أسفر عن مقتل 11 منهم، حسب الشرطة والشهود والمدافعين عن حقوق الإنسان. كما أظهرت لقطات فيديو فظيعة جزءا من هجمات المسلحين، يظهر فيها رجل ملثم وهو يجز عنق ضابط أمن مغربي، فيما أظهرت صور أخرى رجلا آخر يتبول على جثة رجل إطفاء»، ومضت المقالة في وصف الوحشية التي مورس بها القتل العمد على غرار ما يقوم به مسلحو تنظيم القاعدة. ويضيف المقال أن «الصحراويين يشكلون الآن أقل من 40 في المائة من السكان. وخيار الاستقلال سيحول مدينة العيون إلى ملاذ آمن للمخابرات الجزائرية. المغاربة في الشمال، والذين يدركون جيدا حجم الأموال التي تنفقها حكومتهم في الصحراء، يقولون إن هذا الاحتمال غير مقبول إطلاقا». وتنتهي المقالة بتصريح لوالد الضابط الذي تم ذبحه الشهر الماضي، قال فيه: «ما فعلته الجزائر ليس صوابا»، وأضاف عبد الرحيم بوقطاية، وهو جالس بجانب زوجته في غرفة الأسرة المعيشية، والدموع تنهمر على خديه: «لقد حرقوا قلوبنا، لقد أوجعونا كثيرا».