تسبب تقرير “أسود” أصدره المختبر الوطني للتجارب والدراسات، في خلق أزمة كبيرة حول مآل مشروع “أكادير لاند”، الذي يعد واحداً من أكبر المشاريع السياحية التي تعول عليها جهة سوس ماسة للإقلاع بعجلة التنمية السياحية والاقتصادية. وحمل مضمون التقرير الذي أدلى به المختبر أمام لجنة الاستثمارات الكبرى بولاية أكادير، معطيات واضحة لا تحتمل التأويل، بحيث أقر أن المكان المقترح لبناء المشروع، يتواجد في منطقة “خطيرة جداً”، لكونها تتواجد بخط الزلازل. وتهدد سلامة مرتاديه، خاصة وأنهم سيكونون بالآلاف. وكان يعول على المشروع، لخلق أزيد من 1000منصب شغل. وسيضم مسبحاً للدلافين، ومتاهات على شاكلة ديزني لاند العالمية، ومقاهي ومساحات خضراء، بالإضافة إلى مطاعم. كما أنه كان مخطط، بناءه على مساحة تبلغ حوالي 39 هكتار، ويمتد من الهضبة المطلة على أكادير أوفلا إلى حدود الجبال المطلة على الملعب الكبير “أدرار”، بتكلفة اجمالية تبلغ 300 مليون درهم، ويتولى بناءه شركتين سويسرية وفرنسية بدأتا أشغال التهيئة منذ أشهر. في السياق، أوضح مدير المكتب الوطني للدراسات والتجارب، البشير الشرقاوي، في تصريح إذاعي، أن “المختبر ليس له الصلاحية للرفض أو الترخيص للمشروع، وكل مافي الأمر أنه تم استدعاؤنا في لجنة المشاريع الكبرى للقيام بدراسته، وبناء على الدراسة التي قمنا بها، نقول اليوم وبكل أمانة، إنه جاء في منطقة تشكل خطراً كبيراً، خاصة وأنه سيستقبل جمهوراً كبيراً، وكل ما ننصح به المقاول وصاحب المشروع اليوم هو تعميق الدراسة الجيولوجية والجيوفيزيائة حتى تتم ملاءمة المشروع ونوعية التربة بالمنطقة”. من جهته تحدث عمر الشفدي نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة أكادير، المكلف بالتعمير، عن أن “جماعة المدينة همها اليوم، هو تشجيع المستثمرين وخاصة المشاريع الكبرى المهيكلة، و مشروع “أكادير لاند” يعتبر مشروعاً مهيكلاً و كبيراً، و يحتوي على عدد من المكونات التي يجب تتثمينها، والمشروع مر عبر اللجنة الجهوية للاستثمار وحضي بالموافقة الأولية، وهو الآن أمام لجنة المشاريع الكبرى، والتي شرعت في دراسته وأبدت مجموعة من الملاحظات التقنية واليوم ننتظر صاحب المشروع للإجابة على هذه الملاحظات التقنية”. صاحب المشروع من جهته، وفي اتصال هاتفي، مع البرنامج الإذاعي ذاته، قال إن مدينة أكادير ومناطق كثيرة في المغرب عموماً، معرضة للزلازل، وهذا لا يعني أن نوقف الاستثمار في المشاريع المهيكلة، وكل ما في الأمر أن القانون واضح في مثل هذه الحالات، وخاصة وأن الظهير الشريف نظم مناطق الزلازل وصنفها إلى أربعة محاور (zone) وهي 1و 2 و3 و4″. وأضاف المصدر ذاته، أنه “طُلب منا ان نقوم بدراسة جيولوجية لهذه المنطقة، واستشرنا وأخذنا تقرير المكتب الوطني للدراسات والتجارب، كما طلبنا من مختبر معتمد القيام بدراسة، واليوم توصلنا بالتقرير النهائي، وسنقوم بوضعه أمام لجنة المشاريع الكبرى”. وحول فحوى هذه الدراسة، أوضح صاحب المشروع، أن الأخير “مصنف في البنايات المدرجة في الخانة 2، وطلب مني أن أعتمد المعايير المعتمدة في إنجاز البنايات المدرجة في الخانة 1 (مستشفيات، ثكنات وقاية المدينة، إدارات)، وأنا اليوم مستعد لبناء المشروع بمواصفة الخانة 1، وهذا سيكلفني أكثر، بزيادة في التكلفة العامة للمشروع تتراوح مابين 15 و20 %، وأكثر ماشجعني على قبول الزيادة هو أن مساحة 18 هكتار لدي، فيها نسبة 1,5 %من البنايات، وتشمل الإدراة والمطعم والمرافق الصحية، وكلها في الطابق الأرضي، أما باقي المرافق فهي عبارة فضاءات مفتوحة”.