اختفت منذ أشهر، شركة الطيران البريطانية “easyjet” المتخصصة في الرحلات الجوية بتكلفة منخفضة عن مدرج مطار المسيرة بأكادير، وقامت بإلغاء جميع الرحلات التي كانت تربط هذه المدينة بعدة دول أوربية باستثناء لندن. وكانت الشركة ولأزيد من 8 سنوات تضمن ما بين 4 إلى خمس رحلات أسبوعية إلى كل من فرنسا وألمانيا وانجلترا، واختفت الرحلات عبر الموقع الرسمي للشركة منذ أبريل الماضي، نحو كل من فرنسا وألمانيا في ظروف غامضة، بحيث لم تكلف الشركة نفسها اصدار بلاغ في الموضوع، واكتفت بتخصيص ثلاث رحلات أسبوعية نحو العاصمة لندن . ويرى متتبعون للشأن العام، والمهتمون بالشأن السياحي بمدينة أكادير، أن مغادرة الشركة “البرتقالية” لمطار المسيرة، ضربة موجعة للسياحة بالجنوب المغربي عموماً، وتنضاف إلى أزمات أخرى تعرفها الجهة، خاصة وأن السياحة، تعد القطاع الثالث لتحقيق التنمية بعد الفلاحة والصيد البحري . وحسب مصادر مطلعة، فإن السبب الرئيسي لانسحاب الشركة من أجواء مدينة أكادير، وقبلها من مطار الدارالبيضاء (نونبر 2015)، وقبلهما فاس وطنجة، هو الرسوم التي فرضتها الحكومة على الرحلات الجوية، وهو ما دفع بوزير السياحة لحسن حداد حينها إلى الادلاء بتصريح يوضح فيه حقيقة انسحاب عدد من الشركات الجوية، قائلاً “إن هناك شركات أخرى تريد استغلال المطارات المغربية وتقديم رحلاتها بأثمنة مشجعة”. تجدر الإشارة إلى أن المغرب كان قد وقع على اتفاقية السماء المفتوحة “ciel ouvert” منذ سنة 2006، وهو الاجراء الذي فتح شهية عدد من شركات الطيران المخفضة التكلفة. وبحلول عام 2012 بدأت بعض الشركات تتخلى عن رحلاتها المنتظمة، ومن بينها “ايزي دجيت” التي ألغت رحلات بين المغرب ومدريد، وتبعتها شركة ايرلندية أخرى “رايانير”، قررت في نفس العام الغاء 34 رحلة أسبوعية، ما حرم المغرب من 250 ألف مقعد سنوياً، واعتبره المحللون الاقتصاديون ضربة موجعة للسياحة المغربية التي تسعى استقطاب 20 مليون سائح بحلول سنة 2020.