انخرط عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” في النقاش الدائر حول تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، وانتقدوا بشدة “البلوكاج” الحاصل من قبل أطراف سياسية، متسائلين عن الجهات التي تقفُ خلف ذلك. واعتبر أحد النشطاء أن ما حصل “ليس محض الصدفة”، فالأحداث التي سبقت الحملة الإنتخابية “تدخل في هذه الخطة”، موضحا أن “منع” وزارة الداخلية لشبيبة العدالة والتنمية من القيام بمبادرة تسجيل المواطنين في اللوائح الإنتخابية، والتشطيب على عدد من الذين قاموا بتسجيلهم في استحقاقات 4 شتنبر2015، “لا يمكن إلا أن يكون خطوة أولية من هذه الخطة المدروسة”. وأردف الناشط نفسه بالقول أن “مسيرة الدار البيضاء”، التي لم يتبناها أحد و”الكل يعلم والربورطاجات الصحفية شاهدة على من كان ورائها، وما الغرض منها إلا العرقلة”. الناشط ذاته، ذهب في تحليله للمشهد السياسي المغربي إلى أن اشتغال أعوان السلطة ضد العدالة و التنمية، خصوصا في القرى و واقعة خطاب الجمعة الذي يحرض المواطنين على عدم التصويت على “البيجيدي”، وطلب منهم بأمر من القائد التصويت لصالح الأصالة والمعاصرة، ما هو إلا إشارة لتعقيد الأمور إن لم ينال العماري رئاسة الحكومة. واعتبر ناشط آخر، في هذا السياق دائما، أنه تدخل والي مراكش لمنع القباج من الترشح دون مانع قانوني وبسرعة فائقة حتى لا يترك له فرصة اللجوء للقضاء، وكذا منع بوصوف وتهجيره الغامض لأداء مناسك الحج، حتى لا يترشح بإسم العدالة و التنمية”، معتبرا أن الأمر “ما هو إلا الخوف من إكتساح المصباح للنتائج”. وأضاف “فيسبوكي” آخر يُدعى “ع. ال.” أن الداخلية “حاولت اختزال” النتائج وتقزيمها فور توصلها بعدد الأصوات التي خرج بها مرشحي العدالة و التنمية. مشيرا إلى أنه “لولا مغادرة مصطفى الرميد الوزارة مسرعا لمقر الحزب وطلب من بنكيران إعلان الفوز لتم إعلان فوز الأصالة والمعاصرة”، على حد تعبيره. و هنا تبدأ الخطة الثانية من “البلوكاج”، حسب فيسبوكي آخر، حيث قال إن إلياس العماري اجتمع بحميد شباط و مزوار و لشكر و العنصر، وطلب منهم رفع مذكرة مشتركة للملك يقولون فيها أنهم لن يتحالفوا مع بنكيران و سيشكلون أغلبية داخل مجلس النواب حينها لن يبقى لبنكيران دور و لا لحكومته. هنا سجل حزب الاستقلال موقفا تاريخيا برفضه هذا و الإصطفاف إلى جانب الديمقراطية و إرادة الناخبين”، يقول المتحدث. وهنا سيلجأ من يحرك الأحزاب للخطة الثالثة، و هي تعطيل تشكيل الحكومة لحين التفكير في حل للورطة، يقول ناشط فيسبوكي آخر، موضحا أن “ما الخرجات المتناقضة لكل من لشكر و أخنوش و العنصر إلا ترجمة لأفكار من لا تخدمه الديمقراطية، و يعرف أن البيجيدي إن قاد الحكومة سيحصد الاخضر و اليابس في الانتخابات القادمة”. واعتبر ناشط آخر أن “من يعتقد أن بنكيران في ورطة، إما لحقده أو لسطحيته فهو خاطئ”، مشددا على أن “الدولة العميقة هي التي في ورطة.. أما بنكيران و حزبه فمستعدون لحملة إنتخابية أكثر حماسا و قوة”، مضيفا أن “ما إعلان بنكيران عن إستعداده وضع المفاتيح إلا دليل قاطع على ذلك”، وتابع المتحدث: “سابقا لم نكن نعيش هذه الحالة لأن الأحزاب لم تقاوم، بنكيران الآن يقاوم و نحن وراءه”.