تم، مساء أول أمس الثلاثاء بالعاصمة الشيلية (سانتياغو)، تقديم الكتاب الجديد الذي أصدره الكاتب والصحافي الإسباني تشيما خيل، تحت عنوان “مغالطة جبهة البوليساريو”، وذلك ضمن فعاليات الدورة ال36 للمعرض الدولي للكتاب الذي تحتضنه العاصمة الشيلية من 20 أكتوبر المنصرم إلى 6 نونبر الجاري. وفي عرض حول هذا الكتاب، الصادر عن مركز محمد السادس لحوار الحضارات (كوكيمبو، الشيلي)، تطرق تشيما خيل لتاريخ نزاع الصحراء، مذكرا بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف قادة “البوليساريو”، منذ بداية هذا النزاع، ضد المدنيين. وفضح خيل، وهو أيضا مدير الدراسات الأمنية بمعهد الأمن العالمي، في هذا الصدد، الممارسات اللاإنسانية التي يعاني منها، لأزيد من أربعة عقود، الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف، فوق التراب الجزائري، وكذا ظروف عيشهم المزرية. واستنكر، في هذا الصدد، اغتناء قادة “البوليساريو” بفضل تحويل المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة لساكنة مخيمات تندوف. وحذر هذا الخبير في العلاقات المغاربية أيضا من التهديد الذي تشكله ”البوليساريو” على الأمن في المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء. كما أبرز تشيما خيل الجهود التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء، مؤكدا، في هذا الصدد، أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي قدمتها المملكة سنة 2007، وصفت من قبل المجتمع الدولي بالجدية وذات مصداقية والقابلة للتطبيق. وأشار إلى أنه كان شاهدا عيانا، بعين المكان، على الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب من أجل النهوض بالتنمية في الأقاليم الجنوبية. ويقع كتاب تشيما خيل في أربعة أجزاء، وهي “الصحراء الغربية والذاكرة المتجاوزة لسنوات ال70″ و”البوليساريو : ثلاثون عاما من العبث بحقوق الصحراويين” و”البوليساريو : واقع مخيمات تندوف” و”ضحايا البوليساريو”. ويندرج تقديم هذا المؤلف الجديد في إطار مشاركة المغرب في المعرض الدولي للكتاب بسانتياغو، الذي يحتضنه مركز “إستاسيون مابوتشو” بالعاصمة الشيلية، من خلال برنامج حافل بالأنشطة الثقافية والتظاهرات الفنية، المنظمة بمبادرة من مركز محمد السادس لحوار الحضارات وسفارة المملكة بالشيلي. وخلال هذه الدورة، تتميز المشاركة المغربية في هذا الحدث الثقافي الهام، المنظم من قبل الغرفة الشيلية للكتاب، بتقديم الكتب الجديدة التي أصدرها المركز باللغة الاسبانية، بينها “كويربو لوث” لسهام بوهلال، و”سبع دقائق من قراءة الأدب العربي الشيلي” و”المرأة والعالم العربي” و”رحلة ذهاب” لمحمد ميلود غرافي، و”الزليج والعطارين” لماريا أنتونييتا أمباران. ويعد المغرب، للسنة السابعة، البلد العربي والإسلامي والإفريقي الوحيد الذي يشارك في هذا المعرض الذي يعتبر من بين أهم المعارض بأمريكا اللاتينية.