قال الحسين أزوكاغ، رئيس جماعة بلفاع، أن الديموقراطية التمثيلية لوحدها لا تكفي حيث دعا في هذا الإطار إلى دعهما بالمقاربة التشاركية المواطنة. واعتبر أزوكاغ، الذي كان يتحدث في إطار لقاء تواصلي حول "الميزانية التشاركية من آليات تفعيل الديموقراطية" نُظم بسيدي وساي أمس السبت 6 فبراير 2016، أن هناك آليات أخرى لتجسيد الديموقراطية مثل آلية العرائض والملتمسات مشددا في الوقت نفسه على أنه يجب على مجالس جماعات جهة سوس إدماج التعدد اللغوي والثقافي ووضع مخططات وبرامج عمل لتشخيص جميع المشاكل وإيجاد حلول لها. من جانبه اعتبر محمد سعيد كرم، رئيس جماعة سيدي وساي، أن من شروط نجاح الميزانية التشاركية "الإرادة السياسية للجماعة والالتزام وتعبئة المواطنين .. فلا مشاركة بدون مشاركين ومزايا تدبيرية" حيث استدل في هذا السياق بتجربة بعض الدول التي كانت سبّاقة إلى الاشتغال بهذه المقاربة كالبرازيل (سنة 1989) والأوروغواي (سنة 1990) والولايات المتحدة، خصوصا ولاية شيكاغو، وفرنسا، بالعاصمة باريس (سنة 2014) إضافة إلى التجربة المغربية بجهة طنجةتطوان. وأوضح سعيد كرم، في عرض له بعنوان "الميزانية التشاركية من التخطيط إلى التنفيد ثم التقييم" في ذات اللقاء، أن الجماعة حقَّقت فائضا ماليا بحوالي 195 مليون سنتيم. وأبرز أن هذا الفائض سيصرف عبر عقد اتفاقيات شراكة مع جمعيات المجتمع المدني التي ستقرر في نوعية المشاريع التي ستمول. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الجماعة ستُعيّن لجنة المتابعة و "هناك مشاريع كبيرة ستتولاها الجماعة كمركز التكوين المهني الذي سيرى النور قريبا والملعب الرياضي"، يورد المتحدث. وتبدو الميزانيات التشاركية طريقًا أكثر كفاءة لتحسين الخدمات العامة الأسياسية، والتي يحرص الناس عليها نظرًا لصلتها بحياتهم اليومية، مثل النظافة والصحة، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها من قِبَل واضعي الميزانيات التقليدية من أعلى لأسفل. علاوة على ذلك، لا تهمّش الميزانية التشاركية أحدًا، بل تضع الجميع على قدم المساواة، كما أنها تعزز من المشاركة والفعالية الاجتماعية نظرًا لحماس الكثيرين لممارسة السياسة بشكل مباشر (كما تثبت التجربة البرازيلية) وتؤجل الإنفاق على مشاريع ثانوية، مثل الملاعب ومراكز الترفيه، والتي عادة ما تمضي فيها الميزانيات التقليدية نظرًا لأهميتها في جذب الأنظار، أضف إلى ذلك أنها تؤدي لتوطيد العلاقات بين قاطني المدينة الواحدة، وتجعل العلاقة بين المواطن وصانع القرار "فعّالة" بدلًا من العلاقة السلبية المقتصرة على التصويت وحضور المهرجانات الانتخابية.