تتعزز مكتبة الإنتاجات الأدبية باشتوكةأيت باها بإصدار جديد للكاتبة غزلان العيادي من أولاد ميمون برواية:"الوجهُ والقناع" لليافعين وقد سبق للكاتبة أن أصدرت عملين سابقين ضمن أدب الطفل ، في انتظار أعمال أخرى في طريقها إلى النشر، كما حازت على جائزة الشارقة لأدب الأطفال سنة 2012. صدرت الرواية بحر هذا الأسبوع عن دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة دولة الإماراتالمتحدة في حلة أنيقة وتصميم جميل. حرصت فيها الكاتبة –كعادتها_ على تقريب اللغة الجميلة من الأطفال في بُنى حكائية مشوقة وقاصدة إلى جعل الأطفال يتمثلون بأسلوب بيداغوجي جذاب مجموعة من القيم النبيلة، فضلا عن السعي إلى تحقيق الميل إلى المطالعة لديهم ، وضبط علاقتهم بالمواد الرقمية النافعة والضارة التي توفرها لكم شبكة الإنترنت.. في هذه الرواية الرائعة تكشف نهاية الأحداث عن العلاقة المناسبة الفعالة التي ينبغي أن تكون لليافعين مع الإنترنت، ودور الآباء في حماية أبنائهم من سلبياته. إنها رواية تستحق أن تكون في كل بيت، فيطلع عليها الآباء والأبناء على السواء، لأنها تقترح تنظيما تعاقديا تربويا راقيا بين الطرفين للتعامل مع الرقميات الحديثة، عسى أن نقلل من مخاطرها المحدقة بالكبار والصغار على السواء. تقول الكاتبة في مقدمة عملها :" تَتَطَرَّقُ رواية " الوَجْهُ وَالقِنَاعُ إِلَى مَوْضُوعِ التَّفَاعُلِ بَيْنَ الطِّفْلِ وَعَالَمِ النِّتِّ. وَهِيَ تُقَدِّمُ تَجْرِبَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ؛ تَجْرِبَةُ جَلال الدِّينِ، وَهِيَ مِثَالٌ لِلتَّفَاعُلِ النَّاجِحِ مَعَ الشَّبَكَةِ العَنْكَبُوتِيَّةِ، حَيْثُ تَحْضُرُ سُلْطَةُ الأَبَوَيْنِ بِشَكْلٍ إِيجَابِيٍّ بِغَرَضِ التَّأْطِيرِ وَالمُرَاقَبَةِ. وَالتَّجْرِبَةُ الثَّانِيَةُ، هِيَ تَجْرِبَةُ سُفْيَانَ الَّذِي وَجَدَ نَفْسَهُ وَحِيداً أَمَامَ عَالَمِ النِّتِّ الشَّاسِعِ، لِيَعِيشَ عِدَّةَ أَحْدَاثٍ وَتَغَيُّرَاتٍ، نَرْصُدُ مِنْ خِلاَلِهَا أَبْرَزَ التَّأْثِيرَاتِ السَّلْبِيَّةِ لِلنِّتِّ عَلَى الطِّفْلِ. خِلاَلَ تَطَوُّرِ الأَحْدَاثِ ظَهَرَتْ عِدَّةُ مَوَاقِفَ تَرْبَوِيَّةٍ وَتَعْلِيمِيَّةٍ، الهَدَفُ مِنْهَا إِيصَالُ مَعْلُومَاتٍ وَتَوْجِيهَاتٍ مُحَدَّدَةٍ لِلْقَارِئِ النَّاشِئِ لَكِنْ بِطَرِيقَةٍ أَدَبِيَّةٍ سَهْلَةٍ وَسَلِسَةٍ". ما أحوج الأسرة المغربية إلى مثل هذا الأدب التربوي القاصد! بل ما أشد حاجة أطفالنا إلى القراءة المفيدة! وبالأخص قراءة الكتب القريبة من اهتماماتهم ومشكلاتكم الصغيرة التي تكبر معهم، وإلى تحديد علاقة متوازنة مع ما يحيط بهم، وما يشغلهم، ويثيرهم في النت الذي بجذبهم بقوة دون احتياطات كافية، أو دور توجيهي من قِبل الأسرة والمدرسة والمجتمع.