لا يخفى على أحد أننا نعيش اليوم في زمن انتشرت فيه الشهوات وأصبح الوصول الى الشهوات من أسهل الأمور التي يمكن على الانسان القيام بها والحصول عليها في عصرنا هذا ولا شك أن هناك نتائج عكسية ورجعية للشهوات فهي تساهم في وقوع الانسان وخاصة الشباب في المعاصي وتعد الشهوة بلاءا من الله عز وجل حتى يختبر القوة الايمانية عند الانسان وصبره على الشهوة وعلى المعصية وصبره في سلوك طريق الطاعة والايمان ، ولا يشك أحد أن هناك أسباب عديدة توقع الانسان في الشهوات ومن أعظم هذه الأسباب هو الفراغ الذي يقتل الانسان ويكون ذلك بسبب عدم توفر فرص العمل التي تساهم في شغل الانسان بأموره الحياتية فيغض الطرف عن هذه الأمور وأيضا لا يشك أحد أن قلة العمل وعدم توفر الفرص الازمة لذلك ساهم في ارتفاع متوسط سن الزواج بشكل كبير جدا وذلك نتيجة طبيعية لعدم توفر المال عن الشباب الذي يساهم بشكل أو بآخر في عملية الزواج الذي يعف بها نفسه مما جعل الانسان معرض وبشكل كبير بل وأصبح فريسة سهلة جدا لإصطياده من قبل الشهوات ، ولا شك أن قضية الوقع في الشهوات ومن ثم الولوج في المعاصي والغرق بها يؤدي كل ذلك الى تدمير نفسية الانسان وذلك لبعده الشديد عن طاعة الله عز وجل وقربها من المعاصي والذنوب التي تدمر القلب وتجعله شديد السواد ، يجب على الانسان أن يجتهد على نفسه حتى يصل الى منهج معين يقيه من شر الشهوات والوقوع فيها فلا شك أن الوقوع في المعاصي انما يكون بسبب البعد عن الله عز وجل وأيضا لا بد من توضيح أن الشهوة لا تشك عيبا يعاب الانسان به وذلك أن الشهوة هي سنة خلقية تلازم الانسان في حياته وذلك أن الله عز وجل قد أكد على هذا الأمر بقوله في كتابه الكريم : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين " ولا شك أن هذه اللآية الكريمة توضح بشكل كبير جدا هذه المعاني الغائبة عن كثير من الناس ولاكن يجب على الانسان من أن يحذر أن توقعه هذه االشهوات في المعاصي بل عليه أن يسخر هذه الشهوة في الخير. ومن الأمور التي تساعد الانسان على ابعاد الشهوة عن نفسه هو التحصن بعدة أمور ومن أهم هذه الأمور هو تقوية البناء الديني والايماني ويكون كل ذلك بالعمل الدؤوب من الانسان في الصلاة والعبادة والطاعة والتقرب الى الله عز وجل ، ومن الأمور التي تساعد الانسان أيضا الدعاء حيث أن الدعاء يعد من أهم الأمور التي تساعد الانسان في الابتعاد عن الشهوات والمعاصي ونحو ذلك ، ومن الأمور التي تساعد الانسان على الابتعاد عن الشهوات هو سد الفراغ واشغال الوقت وهذه تعد من أهم الأمور التي على الانسان أن يتمتع بها حتى تصبح الشهوة عنده بمثابة شيء ثانوي لا وقت لها ونحو ذلك.