تمتاز الدواوير المحيطة بمنطقة "تاركا"، أو تلك الكائنة بالمناطق الجبلية من إقليم اشتوكة آيت باها، بموائد إفطار رمضانية يجعلها ساكنو المنطقة حبلى بأطباق مستمدة من أهم المنتوجات الزراعية المحلية، سيرا على خيارات عدد من المناطق القروية المغربية التي تلوذ بجود الطبيعة لمواجهة المستلزمات الغذائية لشهر الصيام. واحة "تالما"، الواقعة على بعد 40 كيلومترا عن مركز مدينة آيت باها، يعتبر قاطنوها حساء "أزكيف"، وفق تسميته الأمازيغية الأصيلة، طبقا رئيسا عند حلول كل رمضان، وتشرف النساء على إيلاء العناية لإعداده انطلاقا من طحين الشعير، مع النأي عن إضافة القطاني أو صنوف النكهات. "إبا خديجة"، سيدة ستينية قاطنة بدوار "آيت عين" التابع للجماعة القروية "أوكنز"، تقول للجريدة إن الاعتماد على "أزكيف ن تومزين" يتم كطبق أساس بالنظر إلى قيمته الغذائية العالية، وكذا اعتقاد الناس بقدرة نفس الأكلة على منح الأبدان كامل الطاقة اللازمة لخوض تحديات المجهودات العضليّة ضمن يوم الصيام. وتؤكد المتحدّثة أن مائدة الإفطار لساكنة المنطقة تحاول الحفاظ على مكونات الوجبات المعتاد حضورها خلال الأيام العادية، وذلك بحكم انشغال المرأة بأمور البيت إلى جوار الأعمال الفلاحية خارج المسكن، وهو ما يسفر، إلى جوار ارتفاع نسبة الأميّة، وفق تعبيرها، عن عدم اجتهاد في فنون الطبخ. وتتزين الموائد الرمضانية لساكنة ذات الفضاءات القروية بحلويات يتم استقدامها من طرف الوافدين على المنطقة من المدن المحاذية، وأبرزها "الشباكيّة" إلى جوار "السفوف"، في حين تحتل الطواجن المعدّة من لحوم الماعز، والتي يحضر من بين مكوناتها زيت أركَان لتنكيه الخضر، موقع السيادة وسط جميع الدور. وجبة السحور تحضر مميزة ب"لمريس"، وهو الطبق المرتكز على مسحوق الشعير، أو الذرة بعدما يتم تجفيفه ثمّ تحميصه قبل مزجه بالمياه واللبن.. كما يتواجد بذات المنطقة من يفضل سحورا ب"لبسيس" الذي يحضّر من دقيق البندق الممزوج بالسمن.. أمّا خبز "تفرنوت"، فحضوره ساخنا يعدّ إلزاميا بعد الاستواء على حصى ساخن، كما يمكن الاستعانة بأخباز "تنورت" أو "إنكان" اللذان يحضّران بإلصاق العجين على جدار فرن طيني.