تعيش يامنة السعداوي على ايقاع الموت البطيئ ،وتقطن مع والدتها بمنزل كائن بدوار درايد بالجماعة القروية سيدي بيبي وسط اقليم شتوكة ايت بها ، وكل مايفوح من هذا المنزل البسيط هو رائحة الموت الذي ينتظر يامنة في أية لحظة بحكم مرضها بالقلب. وقفت يامنة وهي من مواليد 1970 وعزباء على حقيقة مرضها منذ حوالي خمس سنوات حين هد التعب أوصالها ، واصبحت لاتطيق العمل داخل البيوت البلاستيكية وكانت كثيرة الاغماء وبعد عدة فحوصات تبين للاطباء أنها مريضة بالقلب ، وتابعت مسيرة العلاج بأخذ الادوية وفي كل مرة كانت صمامات القلب تتنازل عن دورها بفعل التعب والعياء الذي يصيبها ، وفي آخر زيارة لها لطبيبها المعالج بإحدى مصحات الدارالبيضاء اكد لها ضرورة اجراء عملية جراحية مستعجلة لا يجب ان يتعدى موعدها عشرة أيام من تاريخ زيارتها له وحملها مسؤولية التأخير ، واحتسبت المصحة مبلغ 150000درهم في بداية الامر ، وبعد تقديمها بطلب لإدارة المصحة اقدمت هذه الاخيرة على مراعاة وضعها الاجتماعي الهش وجعلت المبلغ يتضمن فقط مصاريف اقتناء الصمامات والمعدات الطبية اللازمة لعملية دقيقة وحدد المبلغ في 100الف درهم . واليوم يامنة تعيش وضعا أسريا خاصا ، فوالدها في عداد الاموات منذ سنوات ، ووالدتها تبلغ من العمر أزيد من 70 سنة وهي التي تشتغل بالضيعات الفلاحية لتوفير قوت اليوم ، وتبقى يامنة طيلة النهار حاملة ملفها الطبي مشردة بين الضيعات الفلاحية والشركات المنتشرة بسهل شتوكة وحتى بطاقة الراميد التي تتوفر عليها تقول أنها لم تفدها في شيء، و لا أحد يقف بجانبها سوى بعض من ابناء الدوار وبعض من افراد اسرتها والكل يعمل على جمع المبلغ ، وهي اليوم تناشد الملك محمد السادس والحسين الوردي وزير الصحة والمحسنين التدخل لتمكينها من المبلغ حتى تعود سالمة لأهلها وتريح والدتها من عناء العمل في أرذل العمر .