أطفأ مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير الذي ينظمه محترف كوميديا للإبداع الفني بأيت ملول ،شمعته الثامنة يوم الأحد 3 ماي 2015 ،بأحد القاعات بذات المدينة .حيث فاز بالجائزة الكبرى الشريط "مكان خاص جدا " للمخرج البحريني " جمال الغيلان ،والذي تدور أحداثه حول سيدة تشتغل في نظافة دورة المياه ،وتعمل على إزالة النفايات و مخلفات البشر ،مع الحفاظ على الصمت التام إزاء ما يمكن أن تراه . ففي صنف الفيلم التربوي ،الذي أشرفت عليه لجنة تحكيم ،تتكون من المخرج المصري أحمد توفيق و الباحث و الناقد السينمائي عبد السلام دخان ،أسفرت النتائج عن فوز فيلم "الدوامة " للمخرج المغربي عبد المجيد أدهابي بالجائزة الكبرى ،في حين حصل كل من الفيلم "الوصية " للمخرج اليمني محمد بلخشر و "المغربون "للمخرجة عربية العباسي ومروان الطرابلسي من تونس ،على جائزة التنويه . هذا ،فالجائزة الكبرى للفيلم القصير ،التي يترأس لجنة تحكيمها عبد الكريم برشيد بمساعدة الناقد السينمائي التونسي محمد الناصر الصردي ،والمخرج البلجيكي سهيم عمر خليفة ومحمد أعريوس ،برهان شاوي والمخرج المغربي هشام عين الحياة ،كانت من نصيب الفيلم " قصص واحدة "للمخرج الفلسطيني فداء نصرمحمود خلاف .فيما نال الفيلم "صوت بارد " للمخرج هشام عمارة ،جائزة التنويه . أما جائزة التحكيم ،فقد عادت للمخرج الايراني تيمورقادري في فيلمه "إنه ضرب على السطح "،فيما حاز الفيلم " الساعة الأخيرة " للمخرج الأردني رؤى العزاوي على جائزة الجمهور . وتجدر الإشارة ،أن هذه النسخة عرفت مشاركة ستة أفلام تربوية ،و27 فيلما قصيرا وثمانية وثائقية ،كما خصصت لتكريم السينما التونسية ،التي تعالج مجموعة من القضايا الاجتماعية و السياسية .فضلا عن تكريم العديد من الوجوه السينمائية المغربية و الدولية . وموازاة مع هذا المهرجان ،عقدت الجهة المنظمة الدرس السينمائي حول "صناعة الفيلم الروائي الطويل "أطره المخرج العراقي الألماني نوزاد الشيخاني ،وكذا تنظيم عدة ورشات ،سعيا لإرساء وترسيخ ثقافة السينما وما تكتسيه في تطور مجالات الابداع لدى الناشئة . وفي تصريحه للجريدة ،أكد عبد السلام دخان ،عضو لجنة التحكيم ،أن هذه الأفلام التربوية المشاركة ثم العمل معها بناءا على المقاييس السينمائية ،مع الاعتماد على جمالية الصورة وجودتها ،بالإضافة إلى مكونات الفيلم القصير بما يرتبط بالسيناريو و الميكساج والتوضيب وكل مكونات العمل السينمائي .مضيفا أن بعد ذلك ثم الانتقال إلى مراعاة الصورة الفيلمية والدينامية ا التي يخلقها الفيلم ،فضلا عن الدلالات ،والمشترك الجمالي بين كل الافلام المشاركة .مبرزا الخاصية الوحيدة التي تشكل مرتكزا مشتركا بين الأفلام ،وهي ضرورة الاهتمام بالإعاقة كفئة من المجتمع في الوسط المدرسي .كما كشف عن النقاش القوي والصادم في بعض الأحيان حول هذا الفيلم وذاك . وبخصوص اختيار الفيلم التربوي "الدوامة ،أردف دخان انه يتميز بطرحه لإشكال و معاناة التلميذ ،بتوظيف آليات وزوايا النظر .مؤكدا أن الفيلم التربوي أتبت أنه ركن أساسي في صياغة الفيلم القصير .ودعا إلى الاهتمام به أكثر لما يمكن أن يساهم في تنمية القطاع السينمائي ،وكذا الدور التربوي الذي يمكن أن ينخرط فيه في إطار فعالية الصورة .