توقفت بشكل مفاجئ أشغال التنقية والزبر التي يعرفها مؤخرا مركز الإرسال الإذاعي بأيت ملول التابع للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، دون إتمامها نتيجة صراع بين الجماعة الحضرية لأيت ملول وعمالة إنزكان أيت ملول، ومصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر، سبب الصراع تؤكد مصادر مقربة للموضوع هو من له الأحقية في الاستفادة من الخشب التي يتم جمعه من عملية الزبر. توقف الأشغال خلق نوعا من الارتباك لدى المستخدمين والأمن الخاص الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على مضاعفة الجهد من أجل حماية الممتلكات ومراقبة المركز كي لا تصله أيادي السرقة، لكونه يعرف إقبالا كثيرا من الساكنة للنزهة وممرا سهلا لهم، دون الاكتراث للمخاطر التي قد تنجم عن ذلك، كل هذا أمام مرأى المنتخبين والمسؤولين الذين كانوا وراء عملية التنقية والزبر هؤلاء تركوا بعض الممرات التي أحدثوها في السياج لمتابعة العملية وإخراج الخشب دون إغلاقها. للإشارة فمركز الإرسال الإذاعي لأيت ملول يلعب دورا مهما واستراتيجيا، لكونه يسهر على بث البرامج الإذاعية عبر الدبدبة المتوسطة التي يصل مداها إلى دول جنوب الصحراء، ويجسد تمظهرا من تمظهرات السيادة الوطنية. إلا أن تقادم الآليات والإهمال جعل هذه الدبدبة لا تغطي حدود التراب الوطني بشكل فعال، ما يترك المجال لإذاعات أجنبة (ومنها المعادية) تلتقط بشكل مباشر وأفضل من إذاعاتنا الوطنية، إن ذل هذا على شيء إنما يدل على أن المغرب لا يمارس سيادته إعلاميا على كافة ترابه.