أوقفت مصالح المياه والغابات صبيحة أول أمس السبت شاحنة محملة بشجر الأركان التي تم قطعها من إحدى المساحات التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وسط مدينة آيت ملول، حيث تم الحجز على الشاحنة وسحب وثائقها من السائق في انتظار نتائج التحقيق في هذه النازلة. وتبعا لذلك ذكرت مصادر متتبعة للموضوع أن عمال تابعين للمجلس البلدي شرعوا منذ الأسبوع الماضي في قطع واجتثاث أشجار الأركان التي تغطي مساحة تزيد عن ثلاثين هكتارا تابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والمخصصة لوضع اللاقط الهوائي، وكذا مجموعة من أجهزة الإرسال الإذاعي. وفي سياق متصل نبهت مصادرنا إلى أن اجتماعا انعقد بمقر الجماعة الحضرية لآيت ملول قد اتخذ قرار قطع الأشجار المشار إليها دون حضور ممثل المياه والغابات، في مقابل ذلك بررت المصالح التابعة للمجلس البلدي لآيت ملول قرار قطع الأشجار لكون المكان المشار إليه والذي يتوسط مدينة آيت ملول أصبح نقطة سوداء حيث يأوي إلى هذا المكان عدد من المشردين واللصوص وقطاع الطرق، كما أن المجلس يهدف إلى تحويل المكان إلى منتزه عمومي. هذا وكانت المصالح المركزية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قد نبهت إلى خطورة القيام بأي نشاط في المنطقة التي توجد فيها أجهزة الإرسال الإذاعي والتلفزي وكذا الصحون اللاقطة، نظرا لتأثير هذه الأجهزة على الإنسان بشكل سلبي، وهو ما استدعى وفق مواصفات تقنية تخصيص كل تلك المساحة من أجل تجهيز محطة الدفع بآيت ملول التي تم إنشاؤها منذ سبعينيات القرن الماضي. وعلمت «المساء» أن جمعيات تعنى بالبيئة تستعد لإعداد تقرير شامل على ما وصفته بالمجزرة المرتكبة في حق شجرة الأركان، خاصة بعد أن تناهى إلى علمها أن أزيد من أربعين شاحنة محملة بأخشاب الأركان قد تم نقلها إلى وجهة مجهولة، وستنضم خلال الأيام القليلة القادمة جمعيات تعنى بحماية شجر الأركان من أجل الكشف عن ملابسات هذه القضية التي تعتبر الأولى من نوعها.