أيام معدودة تفصلنا عن الموعد الذي حددته وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي – قطاع التعليم المدرسي – برسم الموسم الدراسي 2010/2011، لالتحاق جميع التلاميذ بمدارسهم عبر مختلف ربوع الوطن. وتجددت مع هذا الموعد متاعب فئة عريضة من الأسر المغربية، سيما وأن المناسبة ترتبط في ذهن غالبية الأسر بضرورة البحث عن توفير مال كثير، لمسايرة المصاريف المتزايدة، لتزامن هذه السنة مع شهر رمضان والعيد. فمصاريف “قفة” رمضان، ولباس العيد وقبلها مصاريف العطلة الصيفية ،وقائمة الأدوات المدرسية جعلت أولياء التلاميذ من ذوي الدخل المحدود، والعاطلين في موقف لا يحسدون عليه، الأمر الذي دفع بالعديد من الأسر إلى الإستعانة ب “السلف” لاستكمال قائمة الأدوات المدرسية لأبنائها وإذا كانت بعض الأسر التي صادفتها ” الحركة”ببعض المكتبات ، ومحلات لبيع الملابس الجاهزة بالرباط قد اشتكت من عجزها عن مواجهة هذه المناسبة التي اعتبرتها “حرجة”، خاصة وأن أثمنة الأدوات المدرسية والألبسة عرفت ارتفاعا كبيرا، وهو ما حمل بعض الآباء على اختزال بعض المستلزمات من قوائمها والاكتفاء بما هو ضروري فقط، وفئة ثانية من الأسر سارعت إلى اللجوء لشركات القروض التي أسالت لعابها بنشر ملصقات على مختلف الطرق تتضمن إعلانات لتسهيلات كبيرة قد تصل إلى أداء مبلغ بسيط جدا على مدى سنوات، فإن فئة أخرى من المغاربة أصبح هاجسها ،هو التساؤل عن مصير المخطط الإستعجالي الذي دخل حيز التنفيذ لتدارك التعثرات الحاصلة في تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين سيما وأن البرامج ومجالات التدخل التي كانت الوزارة المعنية قد عبرت عنها ، استحسنها العديد من المتتبعين لمسار التعليم بالمغرب ، حيث اعتبروها طموحة وجريئة ، لكن إلى أي حد تم ضبطها وتنفيذها، خاصة وأن معالجة مشكل التعليم لا يقتصر على استبدال بيداغوجيا بأخرى، أو استيراد طريقة ، أو استبدال مراجع مدرسية بأخرى، بل إن علاجها يتطلب العمل على العمل من أجل تحقيق الجودة و تكوين العنصر البشري ، و التركيز على الجوانب التربوية واستحضارها في كل وقت وحين لكون التعليم جزء أساس من مشروع مجتمعي تنموي ذي أبعاد عقدية فكرية اقتصادية سياسية وثقافية إعلامية اجتماعية وعلمية تكنولوجية دون إغفال الجانب التربوي، الأمر الذي يستدعي من مختلف الفاعلين وحتى المهتمين بالقطاع التدخل للعمل على معالجة الاختلالات وبأسرع وقت ممكن للرقي بتربية النشء الذي هو مستقبل البلاد.