أن يطلب المغرب تأجيل كأس أفريقيا للأمم بسبب ايبولا في سابقة هي الأولى في تاريخ المسابقة فالأمر جدي ولا يحتمل أي تهاون ...وإذا كان أغلبية المغاربة قد تفاجئوا بالقرار في حينه فانه مع توالي الأيام أصبحنا مقتنعين بأن العالم بصددخسارة المعركة ضد وباء ايبولا وهو عاجز عن وقف انتشاره كما صرح بذلك انتوني بانبوري رئيس بعثة الاممالمتحدة بتنسيق الرد العاجل على الوباء.,,,وأضاف"اذا ربح ايبولا فنحن شعوب الاممالمتحدة سنخر الكثير ... أما أن نوقف ايبولا الان أو نواجه وضعا غير مسبوق لا نملك خطة حياله " وفي السياق نفسه أوضح وزير الصحة الحسين الوردي ان من بين الأسباب التي دفعت بهم إلي طلب إلغاء الموعد الكروي البلاغ الأنداري الذي أصدرته المنظمة العالمية للصحة والذي تشدد من خلاله على أن فيروس ايبولا يتطور بشكل سريع وخطير وغير عادي "وتشير توقعات المركز الوطني الأمريكي للأمراض المعدية والوقائية إلى أن عدد المصابين بهذا الوباء في افق ينا ير المقبل سيرتفع الى أكثر من مليون مصاب ... أمام هذه المعطيات الحقيقية والتي دفعت بأغلبية دول العالم إلى اتخاذ احتياطات من أجل حماية رعاياها خصوصا بعد توارد حالات سواء في أوربا أم امريكا.... فلماذا يؤل هذا القرار السيادي في اتجاه اتهام المغرب بالهروب من التزامه اتجاه "الكاف" وخلق ارتباك كبير أمام التعهدات التي التزمت بها هذه الأخيرة دون استحضارالتهديد الذي يمثله هذا الوباء...أغرب من ذلك هذه التصريحات الغرائبية التي صدرت عن صحافة الجنيرالات بالجزائروالمروجة لفكرة أن سبب تأجيل المغرب لكأس أفريقيا إنما يعود إلى تخوف المغاربة من تتويج المنتخب الجزائري على أرضهم بل وتسويق هذا الوهم عبر كل وسائل الاعلام السمعية والبصرية ومختلف الجرائد والمواقع كل من أجل إقناع الشعب الجزائري الشقيق بهده الخرافة ويعطي الانطباع بأن المنتخب الجزائري متوج قبل بداية البطولة على الاقل على مستوى النية ..,,ألم يقولوا إنما الأعمال بالنيات وفي خضم هذا الوهم بدأت تتناسل التحليلات العجائبية الأخرى المفسرة لأسباب القرار المغربي والتي ذهبت بعيدة في أوهامها حد أقصى مما يتصوره العقل دلك أن بعض القنوات التلفزية الجزائرية أرجعت سبب التأجيل إلى خوف السلطات المغربية من اندلاع ثورة انطلاقا من الملاعب بل هناك من أضاف أسطورة انفصالي الداخل والاستعداد لإشعالها ثورة في الجبال وغير ذلك من التصريحات والتعليقات التي تغذيها الآلية العسكرية الجزائرية اتجاه المغرب هذا هو قدرنا...وهدا حكم الجغرافية أن نجاور هذه العقلية الستينية المتحكمة في خيرات أشقائنا الجزائرين ومواصلة الحفاظ على الثروات الخيالية والمناصب والامتيازات التي تضمنها سطوتهم ضروري أن تكون هناك فزاعة اسمها المغرب يستعملونها من أجل اعتقال الشعب الجزائري وايهامه انه مستهدف من طرف المغاربة .... عقلية الستينات التي لم تستوعب بعد أن جدار برلين قد سقط وان سياسية المحاور تتغير وفق مصالح الشعوب والأمم...ان أهم انتصارنريده لأشقائنا الجزائرين هو العمل على استرداد قرارهم السياسي المسلوب من طرف هده الطغمة العسكرية التي راهنت البلد والمنطقة عموما... ولتبيان زيف هذه الأدعاءات لماذا رفضت الجزائررسميا طلب الاتحاد الافريقي بتنظيم التظاهرة عقب اعتذار المغرب مادام أن الفريق الجزائري محسوم في أمر تتويجه....وتفاديا للتناقض عللت الرفض بعدم قدرتها على تجهيز الملاعب والبنية التحتية اللازمة لاستضافة الدورة في شهرين ..أما ما يتعلق بصحة المواطن الجزائري فاخر اهتماماتهم فمقتنعون بأسباب التأجيل ومستوعبون بشكل عميق دلالة خطورة هذا الوباء من خلال ماصرح وزير الصحة الحسين الوردي "لن أغفر لنفسي إذا أصاب مغربي واحد بهذا الوباء" غير ذلك ماهو إلا مثل الزبد الذي يذهب جفاء.