بجانب إحدى الصيديات بحي أزرو أيت ملول على الطريق الوطنية رقم 10 تفترش سيدة حامل مع طفلها في عقده الاول الأرض، ويبيتون في العراء لأكثر من اسبوع ، سيدة حامل في شهرها الرابع وطفلها الذي غادر الدراسة مند أربعة أشهر بسبب تخلي الأب عنهم وتركهم دون مأوى تؤكد الأم للجريدة وتركهم عرضة للضياع والتشرد والاغتصاب، وفريسة للكلاب الضالة والمتسكعين من مدمني المخدرات بشتى أنواعها. هده الواقعة المأساوية تصادف احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك عيد التضامن والتآزر والتآخي -لا تخلو خطبة العيد لأي إمام من ذلك- في غياب تام لأي إجراء من مسؤول، سلطة كانت أو هيئة حقوقية أو اجتماعية إنسانية للبحث عن حل قصد إيواء سيدة حامل وطفلها الصغير قبل أن تتطور الأمور ونجد يوما ذلك الطفل مغتصب أمام أمه،أو يرى يوما أمه تغتصب أمام عينيه أو تجهض جراء ما يمكن أن تلاقيه في العراء من طرف المتشردين والمتسكعين من مدمني المخدرات بأنواعها. السؤال الذي يمكن أن نطرحه في هدا الصدد هو أين جمعيات حقوق الطفل التي تتشدق بدفاعها عن البراءة وتتوصل بموجب دلك بملايين الدراهم من الهيئات الرسمية والخارجية ؟وأين الجمعيات النسائية التي تتباهى في المحافل الوطنية والدولية عن الاستماتة والدود عن حقوق المرأة المضطهدة وتنزل بأفخم الفنادق وتسافر على متن أحدث الطائرات باسم حقوق النساء وتتوصل بالعملة الصعبة تحت غطاء حقوق المرأة؟ أين دلك كله مما تعانيه تلك الأسرة؟و هل يمكن أن يثق الناس بعد دلك في الشعارات البراقة ؟كلا لكن أعتقد أن الحل لن يأتي إلا من بسطاء أبناء الحي أما المسؤولون فحضورهم لا يكون إلا أمام الكاميرات أما الواقع فهم غائبون عنه. كما نقول لمن يرغب في محاربة الجريمة عليك أن تحاربها من هنا إذ كيف سيكون مستقبل هدا الطفل الذي يرى نفسه مهملا ولا أحد يهتم أو يكترث لمشاعره ولمعاناته ؟كيف سيكون الجنين بعد خروجه من بطن أمه وهو مؤثر لما حدث من حوله ؟ كيف ستنظر الأم إلى الدنيا ومن يحيا فيها بعدما تم التخلي عنها من طرف الكل وهي في أصعب اللحظات لحظة الحمل وما أدراك ما فترة الحمل ؟ونقول لمن يريد اجتثاث كراهية الأوطان وكراهية الأديان وبغض الانتماءات المختلفة-قبلية ،أسرية - إنك لن تقدر على دلك إن لم ترحم هده السيدة الحامل وطفلها وتبحث عن حل لهما سواء كنت مسؤولا في هيئة حقوقية أو اجتماعية أومسؤولا داخل جهاز رسمي . ولنا عودة في الموضوع لمواكبة واقعة مريرة ومحزنة سنظل نواكبها اعلاميا من خلال الاتصال بالجهات الرسمية وكل من يتبنى حقوق أولائك المشردين من أم وجنينها وطفلها حتى نضع كل واحد أمام مسؤوليته أمام الله والضمير والقانون والتاريخ .