ثلاثة أيام بعد زيارة الملك لمؤسسة بالقرب من المنطقة هوى عمود كهربائي إسمنتي يزن المئات من الكيلوغرامات على مقدمة شاحنة، وبالضبط على أرجل السائق، في منظر مرعب وأليم، حسب شهود عيان. ولولا تواجد شاحنة كبيرة على يمين الطريق، خفَّفت من قوة الصدمة، لتوفي الأخوان في الحين. وقع ذلك يوم الثلاثاء 24 غشت حوالي الساعة الواحدة زوالا، وبالقرب من القصر الملكي في سلا، وبالضبط على بعد أمتار من مركز المعوقين، الذي دشن الملك أحد أجنحته ثلاثة أيام من قبلُ، وبينما حركة المرور عادية في الطريق المؤدية من الطريق الرئيسية قرب القصر الملكي في سلا إلى سلاالجديدة، وقع ما لن يتخيله أكثر المتشائمين من حركة المرور وحالة الطرقات وطريقة المراقبة حسب شهود عيان إذا بمواطن شاب يسوق شاحنة صغيرة وإلى جانبه أخوه الأصغر، في طريقهما إلى سلاالجديدة، فإذا بعمود الإضاءة «يسحق» شاحنتهما الصغيرة... وقد حاول العديد من المارة، عشرات المرات، الاتصال بالمطافئ لانقاذ الضحية (الذي، رغم ما أبدى من صبر قل نظيره، أُغمي عليه في ما بعدُ من شدة الألم وهول الصدمة). لكنْ على الطرف الآخر، ما من مجيب، مما اضطر المواطنين إلى اقتسام «المهام» بينهم، حيت تكلف البعض بالتحرك من عين المكان بإخبار الشرطة والمطافئ في مكاتبهم، بينما تكلف الباقي، وبصعوبة، بإزالة عمود الكهرباء وإخراج الضحية وانتظار وصول الإسعافات الأولية التي تأخر قدومها. وقد لاقت الحادثة استنكارا وإدانة من طرف من شاهدوها وتضامنا كبيرا من طرفهم مع الضحية. للتذكير، فإن الحادث، كما سبقت الإشارة، وقع على بعد أمتار من مركز المعوقين الذي دشنه الملك مؤخرا، فماذا لو وقع ما وقع- وهذا ممكن- أثناء تواجد الملك بعين المكان علما بأنه قبل أي تدشين، هناك أجهزة تابعة لإدارات عدة (الأمن، الداخلية...) تقوم بتفتيش دقيق لمحيط مكان الزيارة الملكية، يقول مصدرنا.