الإسلام هوية الشعب الأمازيغي هذا هو الشائع في المجتمع الشمال إفرقيا ,فهل فعلا يعد الإسلام مكونا أساسيا للهوية في بلاد تامازغا ؟ الهوية كتعريف هي كلمة مصاغة من ضمير "هو" أي ( هو نفسه , نفس الشئ ) والذي تعنيه اصطلاحا هو أن يكون الشئ هو ذلك الشئ , أي أن يكون هو هو نفسه : فهوية الإنسان الصيني هي أن يكون إنسان صينيا , أن يكون هو هو نفسه , أي أن يكون صينيا . ومن المفاهيم الأخرى للهوية هي أنها مجموعة من الخصائص التي ينفرد بها شعب معين وتميزه عن باقي الشعوب . فهل الإسلام خاصية ينفرد بها الشعب الأمازيغي وتميزه عن الشعوب الأخرى ؟ عقيدة الإسلام خاصية تجتمع فيها مجموعة من الأمم و الشعوب ( عربيتا , أمازيغية , فارسية ...إلخ) فأزيد من مليار إنسان من المنتمون إلى مختلف الشعوب يعتنقون الإسلام , إذن فهذه الخاصية لا ينفرد بها الشعب الأمازيغي وحده و لا أي شعب أخر, و بالتالي فهذه الديانة لا تعتبر خاصية معيارية و مكونا للهوية الأمازيغية . كما أن وجود الهوية الأمازيغية بمكوناتها الثلاثة ( الأرض "الموطن" , اللغة و الشعب ) كان قبل تواجود الإسلام , ومن مميزات المجتمع الأمازيغي أنه متعدد الأديان و العقائد ففيه مسلمون و يهود و مسيح و أيضا أناس غير متدينين , إذن فالإسلام كعقيدة لا يمكن إعتبارها من الخصائص الملازمة المحددة لهوية الشعوب . فربط الهوية بالدين كما يفعل البعض حيث يربطون العروبة بالإسلام ( مسلم = عربي ) يعد فهما مغلوطا لمفهوم الهوية و لا يعون بكونية الإسلام , فالأرض ( الموطن ) هي الخاصية الوحيدة و الأساسية التي تحدد هويات الشعوب فإذا كنت تنتمي إلى أرض يابانية فهويتك ياباني, و تواجدك في أرض أمازيغية يجعلك أمازيغيا ... فالشعب الوحيد الذي تعد الديانة مكونا أساسيا لهويته هو الشعب اليهودي حيث تعتبر الديانة اليهودية مكونا جوهريا للهوية اليهودية. فمنذ ظهور هذه الديانة بقيت خاصية ملازمة تميز هذا الشعب عن الشعوب الأخرى , فإذن هي جزء مهم يعمل كخاصية مميزة للشعب اليهودي لأنه دين هوياتي وخاص , عكس الإسلام الكوني .