شبه امحمد كرين عضو مجلس الرئاسة لحزب التقدم والاشتراكية قطاعات التعليم والصحة والعدالة والإدارة بالكرات الحديدية الثقيلة التي تعرقل عملية الجر ويصعب معها الحركة، في إشارة منه إلى تعقدها وإلى صعوبة فك تشابك خيوطها وبالتالي حللحلة مشاكلها التي طالت وأخذت الكثير من الوقت والمال دون الوقوف على المكامن الحقيقية للخلل وعلى مواطن الداء ،رغم تعاقب مختلف التجارب على التدبير الحكومي، مشيرا إلى أهمية إنجاح هذه القطاعات وكذا إلى خطورة فشلها على مستقبل المدبرين السياسيين للشأن العام الوطني ،الشيء الذي يجعل الكل يتهرب من المغامرة في البحث عن الحلول الجدرية العميقة للإصلاحها الحقيقي والذي يتطلب مجهودات مضنية وتغييرات جوهرية ونفس طويل وإرادة قوية من كل الفاعلين السياسيين في البلاد. هذا واعتبر المسؤول الحزبي الإصلاح الجبائي وصندوق المقاصة ونظام التقاعد من المواضع لكبرى التي تؤرق بال الحكومة الحالية بالنظر إلى راهنيتها وإلى حساسيتها المفرطة من طرف المواطنين .فبالرغم من النقاش العميق والمستفيض حول نظام التقاعد من خلال مناظرات ومنتديات ولقاءات مختلفة فإن نتائج الحوار،يضيف كرين، لازالت عقيمة ،ويصعب العثور على حل توافقي نهائي يرضي الجميع ،على الأقل في الوقت الراهن ،وفي الظرفية الحالية،مادام أن 73 في المائة من المغارية لا يشملهم الملف ولا يعنيهم ، مؤكدا على ضرورة اللجوء إلى إصلاح سيستيمي عوض نظيره البرامتري ،المعتمد حاليا ،لأن الإصلاح يجب أن يخضع له النظام في شموليته .المتحدث أشار أيضا في معرض حديثه إلى منظومة المقاصة التي سال في شأنها الكثير من المداد وأثيرت حولها نقاشات متنوعة ودعا المتدخلين إلى التعامل مع الملف بنظرة سياسية اجتماعية شمولية دون الاقتصار على الجانب التقني اللحظي الذي لا يراعي النظرة المستقبلية المستشرفة للأحدات والتطورات التي يعرفها العالم . تفرد التجربة المغربية مقارنة مع الدول العربية ودول الجوار، كان أيضا حاضرا في عرض القيادي في حزب التقدم والاشتراكية ،الذي أكد عدم إيمانه بالاستثناء المغربي بقدر ما يؤمن بالتراكمات التي حققها المغرب في العديد من المجالات وخصوصا الحقوقية منها مشيرا إلى نتائج الإنصاف والمصالحة الذي أعيد بها الاعتبار إلى المتضررين من سياسات قمعية سابقة، رغم الانقلاب والتراجع الذي عرفه هذا المسلسل منذ سنة 2002 ،مضيفا أن الشعب المغربي، شعب واعي ولا يمكن التحكم فيه بالسلطوية وبالقمع بقدر ما يمكن كسبه بالحوار الجاد وبالعمل المثمر مشيرا في معرض كلامه إلى الدور الريادي والأساسي الذي يلعبه النظام الملكي في وحدة البلاد واستقرارها . واستغل "الرفيق كرين" هذا اللقاء الذي يندرج ضمن سلسلة اللقاءات التي ينظمها الفرع المحلي لحزب الكتاب بأكادير ،احتفاء بالذكرى 70 لتأسيسه(1943-2013)للحديث عن مشروع قانون المالية الذي لم يحمل أي جديد في صيغته الأولى وكان سيشكل ضربة موجعة للاستقرار الاجتماعي، لاستهدافه لبعض المجالات الاجتماعية الهشة ،قبل أن يتم تدارك الموقف والتراجع عن ذالك ،بعد تدخل أعضاء من الأغلبية الحكومية .وأضاف كرين أن مالية الدولة تعرف بعض الإكراهات ،وأن عجزها هذه السنة ينتظر أن يصل إلى 4.9 في المائة أي حوالي 32 مليار درهم مما ستضطر معها الدولة إلى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي للاقتراض بالرغم من سلبيات هذا الإجراء على الاقتصاد الوطني . من جانب آخر دعا امحمد كرين مدبري الشأن العام بالبلاد إلى الاستثمار الأنجع لأوضاع عدم الاستقرار التي تعيش على إيقاعه دول الجوار وكذا الأحداث الأخيرة التي عرفتها تركيا، لتشجيع الاستثمارات الخارجية التي ارتفعت خلال الأشهر الستة الأخيرة إلى 10 في المائة ،وذكر باختيار الكنديين الاستثمار بالمغرب بعد دراستهم المعمقة للأوضاع في العديد من الدول. واستقرار اختيارهم على بلدنا يشكل قوة وإضافة نوعية يجب استثمارها على أحسن وجه، لاسيما وأن بلادنا يضيف اكرين تتوفر على إمكانيات استثمارية هائلة . وفي ختام مداخلته، خلال هذا اللقاء الذي احتضنته قاعاة الاجتماعات بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير يوم السبت الماضي، وبحضور ثلة من المتتبعين للشأن المحلي والوطني ونخبة من الأساتذة الباحثين وجمهور شغوف وطواق للاطلاع على مستجدات الساحة الوطنية ،ذكر المسؤول الحزبي والمحلل السياسي والاقتصادي بأهم المحطات النضالية والتدبيرية التي مر منها حزبه بداية بالكفاح المسلح من خلال منظمة الهلال الأسود ثم العمل السري الممنوع فالمسموح والمراقب عن كتب مرورا بالاشتغال في المعارضة في ظروف مختلفة وأخيرا في الأغلبية الحكومية. وكان منذ تأسيسه مدرسة فرخت العديد والعديد من الأطر التي تركت بصماتها في بناء المغرب الحديث داعيا ،في الأخير،كل مناضلات ومناضلي هذا الحزب العتيد وكل المتعاطفين معه إلى التشبت بتنظيمهم وحمل مشعل التطور والتقدم الذي يعرفه هذا الحزب الوطني المناضل . من جانبه تحدث الأستاذ سعودي العمالكي الذي سير مجريات هذا العرض عن أهم الأنشطة التي قام بها الفرع المحلي بأكادير بمناسبة احتفالات الحزب بذكراه السبعين والتي تحمل في طياتها العديد من الدلائل كما أعطى كذالك في معرض تدخله لمحة تاريخية عن حياة الحزب والعراقيل التي صادفها في مسيرته الغنية .كما ذكر بالإكراهات التي تقف حجرة عثرة في وجه الأغلبية الحكومية الحالية والتي يشكل حزبنا إحدى لبناته الأساسية .هذا التشويش الذي تعرضت له الحكومة يقول العمالكي سيؤثر سلبا على العمل الحكومي بشكل عام وعلى تنزيل برنامج عمله الغني بشكل خاص.