فعاليات وأبناء منطقة " إداوكَنيظيف " الواقعة بالدائرة الجبلية لأيت باها ، كانوا في الموعد مساء السبت الفارط مع أول لقاء تواصلي من نوعه بتراب الجماعة تتقارع فيه الأفكار الجريئة وتبرز فيه جرعات فائقة من روح الغيرة على آفاق "تامازيرت " . اللقاء الذي تفوقت في تنظيمه والإشراف على محاوره ، تامونت جمعيات إداوكَنيظيف " التي تضم رجالا ونساء وشباب من المنطقة يراهنون على هذا التكثل الجمعوي الجديد كإطار قانوني يكسب الفعل الجمعوي المحلي قيمة مضافة منشودة ويساهم بمبادراته الذاتية والتشاركية في تنشيط الدورة التنموية للمنطقة والتي تحتاج بالفعل لسواعد أبنائها المناضلين ، اللقاء إذن ، شكل فرصة بالغة الأهمية لاستعراض واقع اجتماعي واقتصادي موسوم بالبؤس والهشاشة ظل جزء هام من ساكنة المنطقة يرزحون تحت وطأته في ظل تزايد مطرد لمؤشرات الفقر وضعف إمكانيات الولوج للخدمات العمومية المحلية . وتوزعت محاور النقاش الذي حضره كذلك رئيس الجماعة المحلية ، بين إشكالية الرعي الجائر الذي اجتاح المنطقة منذ مدة ليست باليسيرة ، إذ أبدى الأهالي المتدخلون استيائهم من استمرار هذا الوضع الذي يهدد محاصيلهم وممتلكاتهم ، في ظل غياب الحزم الصارم والمطلوب من لدن الجهات المعنية لحمايتهم وفق القانون . ونالت قضية سوق مركز الجماعة حصة وافرة من النقاش باعتباره وصمة عار على المنطقة ومرفقا فاقدا لجدواه الاقتصادية والتنموية التي تحتاج إليها المنطقة لإعادة الاعتبار لها ولصورتها التاريخية المجيدة . التساؤلات والاستفسارات التي انهالت على رئيس الجماعة من الساكنة المتدخلين بجرأة قوية،فضل تقديم عرض طويل حول منجزات الجماعة في قطاعات اجتماعية محددة اعتبر خلالها أن مقرها يظل مفتوحا باستمرار لكل المبادرات ومقترحات المشاريع التشاركية مع النسيج الجمعوي المحلي ، في الوقت الذي طالب فيه العديد من الحاضرين ، بالتركيز على طبيعة ومضامين الأسئلة بالنظر لخصوصيتها وتنوعها وانتظارات أبناء المنطقة المشاركين في هذا اللقاء للخروج بنتائج ووعود دقيقة من المجلس الجماعي الذي يدير شؤون المنطقة . وتميز هذا اللقاء ، الذي تم تنظيمه بمقر دار الطالب في مركز الجماعة ، بإقامة حفل خاص لتتويج سائر المتفوقين والفائزين بالدوري الكروي الذي احتضنته المنطقة في إطار هذه المبادرة الكبرى التي أشرفت عليها تامونت جمعيات إداوكَنيظيف . إلى ذلك ، شهدت ساحة مركز الجماعة ، توزيع مختلف الجمعيات والتعاونيات المحلية النشيطة في مجالات الصناعة التقليدية وتسويق منتوجات الموارد الطبيعية المحلية التي تحتاج للتثمين والإبراز في إطار معرض من أجل تطويعها كمشاريع مدرة للدخل ، خاصة للمرأة والفتاة المحليتين . وتوجت هذه الأنشطة والفعاليات جميعها ، بسهرة كبرى أحيتها فرق التراث المحلي بساحة خميس إداوكَنيظيف ،عرفت حضورا منقطع النظير لساكنة المنطقة القادمين من مختلف المداشر والدواوير فضلا عن أبناء الجماعة المغتربين . والظاهر أن من حسنات وتداعيات هذه التظاهرة الاحتفالية لتامونت جمعيات المنطقة وفق ما ذهب إليه رئيسها "مولاي ادريس أبلهاض " ، أن برزت للجميع إمكانيات وقدرات النسيج الجمعوي المنظم على الانسجام مع محيطه وروح وفلسفة الدستور المغربي الذي يكسب قيمة قصوى للإطارت الجمعوية النشيطة كقوة اقتراحية لبدائل تنموية قادرة على بناء حاضر مشرق ومستقبل واعد للمنطقة التي تشتغل داخل مجالها الترابي . كما أن هذه المحطة التواصلية كان لها الفضل في إبراز طاقات المنطقة وهي لم تكن تعدم البتة العناصر والموارد البشرية التي يسري دبيب الغيرة عليها بين عروقها وأجسادها ، فهي تحتاج فقط لمثل هذه اللقاءات والمحطات الهادفة إلى إنتاج الحلول العملية بالنظر لكونها قادرة على تنزيلها وفق مقاربات حديثة .