ستحتضن مدينة بيوكرى و للمرة الأول في تاريخها مقهى أدبيا خلال شهر رمضان الجاري، هذه البادرة الثقافية التي تسعى الى كسر الركود الذي يطبع المشهد الثقافي بالمدينة و تحريك الدينامية الثقافية داخلها، في ظل ضعف أداء الجمعيات الثقافية و انعدام أي برنامج ثقافي تؤطره الجهات المنتخبة. المقهى الأدبي تؤطره جمعية تيماتارين الثقافية و الاجتماعية و ينشطه ثلة من طلبة بيوكرى. الأرضية النظرية للمقهى الأدبي : الحديث عن أدب الهامش أو هامش الأدب أو الهامشي في الأدب ، يقتضي صياغة تصور مغاير بصدد مفهوم الأدب باعتباره مقولة انطلوجية و استطيقية ، و تفكيك مركزية اللغة / لغة الآخر و تشييد ثقافة مضادة للاستهلاك و الاستسلام ، وكتابة جديدة قائمة على المغايرة و النقد و المغامرة و المواجهة ..إن الأدب المضاد مرتبط أبدا بالهامش كقدر وجودي لازمه منذ نشأته ( أدب الصعاليك أنموذجا) محتضنا كان لرؤية / رؤى العالم المختلفة والتي تلتقي عند حدود الرفض والجدل و المغايرة. وسننطلق في فعلنا الجمعوي الثقافي من صياغة جديدة لأدب الهامش الذي أصبح ينفلت ويزيغ نحو الغموض و"الاستهلاك" التعبوي نتاج مقاربته من رؤية سياسوية وجغرافية ضيقة ومحدودة الحركية والدينامية، ولنا أن نستنطق هذا النزوع في العذول عن اشكالية الصيرورة الحقيقة لسؤال الهامش وهو : (الاحتجاج على سلطة المركز) ورؤيتنا تفكيكية وبنائية تُساءلُ الهامش كأي مساءلة جدية وصحية لتأسيس استمرارية لأدب/فكر معين دون التواطؤ مع سلطة المركز. الهامش في رؤيتنا رفض رصين وضروري لحصار "النسقية الكُلية" للأدب. أبعد من ذلك نتحدث هنا عن (أركيولوجية الهامش) من تعيين فلسفي بإعتبار أن تصورنا للهامش معطى وإطار لا متحدد ولا يتحدد بإرتباط عضوي مع النسيج العام، أو بتعيين موقعي/جغرافي بعيد عن صناعة الحدث أو بؤر الضوء، بل هو استثنائية زمنية ووجودية تمارس التناقض مع قوة المركز. والهامش يؤسس لوعي الإختلاف والصراع والتعدد واللامألوف واللاجاهز. رؤيتنا المتجددة للهامش تنمو في سياق السؤال كإجراء مشبوه تاريخيا ومقصي من الإدراك المقبول الجماعي بإعتباره عقدة نقص وشذوذ إنتمائي. هذا التكتيك الإجرائي (السؤال) يحتج ويتجاوز النسقيات الكليات وينتج تحررا فعلياً من قطبية المرغوب والمؤطر والتاريخي الرسمي ومن كل ما هو مؤسساتي، ويتحدى أي إرادة في التحديد والنمذجة. هكذا يتقاطع في نطاق مقاربتنا الأنطولوجي والفلسفي والأدبي والثقافي ... وفي هذا السياق المقارباتي إرتأينا الإنخراط كلية في هذه الهوية اللامتحددة والمنفتحة على تعدد لا نهائي للأشكال وجدلية لا تتوقف عن تشكيل ملامح الوعي بالإختلاف ، عبر التفاعل مع حركية الفعل الثقافي على مستوى بيوكرى بتداخل أسئلته وإشكالاته وطموحاته وكائنه وممكنه ... من خلال تسطير سلسلة جلسات فكرية يحتضنها مقهى أدبي على طول شهر رمضان الأبرك، سلسلة من اللقاءات الأدبية تروم الخروج من شرنقة المألوف والفعل العام، وتضخ دماء جديدة بالمشهد الثقافي وتنفتح بشكل لامشروط على النَفَس الإبداعي الشبابي، وخلق فضاءات لتلاقح التجارب الإبداعية ومواكبة الإيقاع المنتج لفعل إبداعي رصين ومسؤول يليق بحجم الطموحات والأسئلة الأنطولوجية للكائن الجنوبي القابع بثخوم الهامش. عن مكتب الجمعية