في مبادرة حسنة وجريئة اجتمع مجموعة من شباب قبائل أيت باها أودرار بفندق الادارسة بأيت باها يوم 07/07/2013 على الساعة الثالثة زوالا. لقاءٌ تدارسَ فيه المجتمعون وضع المنطقة عموما و المشاكل التي يتخبط فيها مسلسل التنمية ، وتم وضع خارطة طريق للرقي بالعمل من أجل المنطقة و أهلها. ما ميز هذا الاجتماع هو حضور شباب ينتمي إلى مختلف مناطق أيت باها أودرار بالإضافة كذلك إلى الاقتراحات المقدمة و التي تتأسس على فهم جيد للخريطة الثقافية و السياسية و الاجتماعية و التنموية للمنطقة. هذه الاقتراحات جاءت بعد تشخيص لمختلف المشاكل و العناصر التي تقف سدا منيعا في وجه مسلسل التنمية وما تعانيه المنطقة من تهميش و هجرة جراء أسباب تعتبر القاسم المشترك بين جل المناطق المنضوية تحت لواء دائرة أيت باها الجبلية. لقاء عرف كذلك رفع اللثام عن الصراعات السياسية و القبلية التي يتخبط فيها المنتخبون المنتمون إلى الجماعات المحلية للإقليم في مقابل غياب الوعي بالدور المنوط إليهم و المتجسد في العمل على إخراج المنطقة من دوامة المشاكل و المعضلات و العزلة التي يعاني منها الاقليم و الساكنة على حد سوى، في حين يطغى التجاذب السياسوي على عمل هذه المجالس التي لم تصب إلى حد الساعة في تحقيق ولو جزء بسيط من انتظارات أبناء الإقليم. ليخلص المجتمعون إلى العمل على إعداد استراتيجية عمل مبنية على اقتراحات عقلانية وموضوعية ستكون بمثابة لبنة أولى لتقوية الارتباط بالمنطقة ورفع الحيف عنها وهذا لن يتأتى –يؤكد المُجتمعون- إلا بتظافر الجهود بين جميع أبناء الإقليم وذلك أولا بتوعية الساكنة من الاخطار المحدقة بها و التي تمس استقرار المنطقة من قبيل السياسة المخزنية الجديدة المتجسدة في التحديد الغابوي و الرعي الجائر والخنزير البري. وثانيا في التعريف بمؤهلات المنطقة و استثمارها ثقافيا و اقتصاديا و سياحيا، وثالثا تجاوز النظرة المألوفة في العمل الجمعوي المبني على الولاءات و الخضوع لأطراف ساهمت بشكل أو بآخر فيما آلت إليه الاوضاع بالمنطقة عموما إلى نظرة تشاركية إشراكية يطلع فيها الشباب بأدوار ريادية لخدمة المنطقة وتجذير الارتباط بها رغما عن الظروف الاجتماعية و العائلية.