قدمت الشرطة القضائية لأمن الحي الحسني أمام إستئنافية البيضاء، أربعة أشخاص من بينهم اثنان في حالة سراح، من أجل التغرير بقاصر وهتك عرضها، وإهانة الضابطة القضائية بالإدلاء بجريمة خيالية والسرقة من داخل سيارة. وجاءت أطوار هذه القضية، بعد أن اكتشف أحد المارة فتاة مكبلة اليدين والرجلين بواسطة حبل، وممددة على ظهرها وفاقدة للوعي نسبيا بخلاء على مستوى مشتل النباتات بحي المطار، حيث تم الانتقال من طرف عناصر دائرة السلام والقيام بالمعاينة، واستعجال سيارة الإسعاف لتلقي القاصر الإسعافات الأولية، التي أكدت في محضر قانوني أنها توجهت إلى قيسارية درب السلطان من أجل ابتياع مجموعة من الملابس، وبعد أن أنهت التسوق، وفي انتظارها للحافلة بشارع الفداء فوجئت بسيارة من نوع كولف ZEBRA كان يتولى سياقتها شخص ويرافقه اثنان آخران اللذان قاما بإمساكها وإرغامها على الركوب، مشيرة إلى أنها لم تعد تتذكر المكان الذي توجهوا إليه وما فعلوه بها إلى حين استيقاظها بالمكان الذي كانت ملقاة به وهي مكبلة، حيث أدلت بأوصاف الخاطفين، وأوضحت أنها سبق أن غادرت منزل والدها وتوجهت إلى مدينة أكادير، ومكثت هناك مدة شهر، كما سبق وأن أحيلت على جناح 36 خلال سنة 2012 لكونها كانت تعاني من أمراض نفسية وتستعمل على إثرها أدوية مهدئة، مضيفة بأنها جردت من حقيبتها الجلدية ومن هاتفها النقال ومبلغ مالي قدره 100 درهم. وبعد استشارة النيابة العامة تمت إحالة هذه القضية على الشرطة القضائية من أجل استكمال البحث، التي فتحت بحثا دقيقا ومعمقا، استهل بمحاصرة القاصرة بالأسئلة بحضور والدها، والتي لم تجد بدا من الاعتراف بأنها تربطها علاقة غرامية بأحد الأشخاص الذي كانت قد تلقت من لدنه عرضا بالالتقاء بها على مستوى شارع الفداء، وجاء رفقة صديقيه على مستوى السيارة المذكورة التي ركبت معهم فيها بمحض إرادتها بعد ذلك قاموا بنقل صديقتين لهم، فقاموا بالتجوال رفقتهم إلى غاية الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، مما استحال عليها عودتها إلى منزل أبيها خوفا من ذويها ورد فعلهم، وأكدت أن صديقها نجح في إقناعها بالمبيت معهم بمنزل أحد الأصدقاء بحي اسباتة، وهناك تمكن كل واحد منهم من ممارسة الجنس على خليلته، مضيفة بأنها قضت معه زهاء ثلاثة أيام بالمنزل المذكور، وأنهم شرعوا في التفكير في طريقة للإفلات من العقاب عن طريق نسج وسرد تلك الحكاية الأولى، كما أكدت القاصر أنها على استعداد للكشف عن منزل ذلك الشخص الذي رافقته. وبناء على تصريحات المعنية بالأمر، قامت العناصر الأمنية بإيقاف الشخص المذكور الذي يبلغ من العمر 26 سنة، هذا الأخير الذي حاول التهرب والإنكار، إلا أنه وبعد مواجهة الضحية لم يستطع عدم البوح بمعرفته بها، مقرّا بأنه قام بجلبها إلى منزل والديه بحي النجمة، وبأنها سايرته في المبيت معه لمدة يومين أو زهاء ثلاثة أيام بالمنزل دون دراية والديه، بحكم أنها كانت تبيت مختبئة بغرفته الكائنة بسطح المنزل، وأن أخاه هو من كان يعلم فقط، هذا الأخير الذي تم الاستماع إليه في محضر قانوني الذي أكد أن شقيقه فعلا قام بإيصاله شخصان بسيارة من نفس النوع إلى المنزل رفقة القاصرة وأنها فعلا قامت بالمبيت عندهم في المنزل. كما تقدم الشخصان الآخران إلى المنطقة الأمنية، بعد استدعائهما، واللذان أكدا أن الوقائع جرت كما رواها الشخص الموقوف، وأنهما قاما بعملية الإيصال فقط، وليس كما ادعت القاصرة. وبعد الكشف على القاصر من طرف معهد الطب الشرعي، تم التوصل إلا أن بكارتها مازالت سليمة وكذلك دبرها، كما أكد الموقوف أنه كان يمارس الجنس مع القاصرة سطحيا وأنه لم يسبق له ذلك، رغم معرفته بها لمدة أربعة شهور خلت وأكد أنه لم يذهب بها إلى أي منزل آخر. وخلال تنقيط الشخص الموقوف تبين أنه مبحوث عنه في قضية سرقة من داخل سيارة جرت في السنة الماضية، الذي أكد أنه كان في حالة سكر طافح رفقة صديق له (سبق أن قدم في نفس القضية)، وأنهما كانا يريدان فقط استكمال ليلتهما الخمرية فكسرا زجاج السيارة التي كانت مستوقفة وعمدا إلى سرقة ما بداخلها.