قرر ملتح يقطن بمنطقة سيدي يوسف بن علي، أن يضرب عرض الحائط بحكمة المثل الشعبي السائر” ازني مع النصارى وليهود، وخلي الجيران شهود”، فعمد إلى ربط علاقة جنسية مع جارته المتزوجة والأم لثلاثة أبناء. تقمص عباءة الالتزام الديني، وإصباغ مظاهرالتقيد” بكتاب الله وسنة نبيه”، التي جاهد المعنيان لإصباغهما على نفسيهما، لم تمنعهما من الوقوع في المحظور، ودخول سوق”الخيانة الزوجية” من بابها الواسع. لحية كثة حاول صاحبها مراوغة ما تسلل من شيب وبياض إلى شعيراتها المتناثرة في كل اتجاه، بلمسة تخضيب بالحناء، مع إخفاء عضلات الجسد المنتفضة بلباس يستمد مقوماته من تصاميم أهل تورابورا. في الجهة الأخرى كانت المتهمة/الأم، قد أسلمت نفسها لمنطق “المرأة/العورة”، ودرأت عن نفسها لعنة السفور، عبر الاحتماء بما تواتر عن “آل طالبان “، من صحيح لباس الحشمة والوقار، فلفت الوجه وكل مناحي الجسد الفاني بتلاوين النقاب واللباس الفضفاض. كان لكل منهما بيت يأويه وأسرة تحتويه، حين جمع بين أسرتيهما قرب الجوار بأحد الدروب المتواضعة بمنطقة سيدي يوسف بن علي، للرجل حليلة وحفنة من الأبناء، وللمرأة بعل وكمشة عيال، كل منهما يعيش وأسرته الصغيرة في ثبات ونبات،ويسهر على تربية صبيان وبنات، وزادهما الحرص على مظهر التدين والالتزام، بعضا من ملامح “المعقول” و”الله يعمرها دار”. التنكر لمبدإ” فتش فركانك،ولا تطمع فجيرانك”، أودى بالاثنين مدارك ” اللي اطمع فجارتو، تيبات فالندى”، حين أثارت علاقتهما المشبوهة مجموعة من شبان الحي وساكنته، وحز في أنفسهم استغفال المنقبة لزوجها المسكين،الذي يفني زهرة يومه في العمل بأحد المجالس المنتخبة كعون خدمة، لضمان قوت عياله، فيما الزوجة المرتدية للباس الورع والتقوى، لا تتوانى عن خيانته في غيبته،ولا تحفظ فرجها في غيبته، ليكون القرار ضرورة “إسقاط القناع ،عن القناع”. شرع “أصحاب الحسنات” في إحصاء حركات وسكنات الزوجة المنقبة وترصد خطواتها، وقد تحصل لديهم اليقين بأن المعنية ليست على شيء مما تتقمصه من مظاهر التدين والالتزام، إلى أن كان زوال الخميس الماضي، حين غادرت بيتها الأسري، وهي ترفل في ثياب” تحركات الكسوة ،على كسكاس خاوي”. مباشرة بعد أن لفظها فضاء الدرب، اتجهت صوب سيارة من نوع “كونغو” ،يجلس خلف مقودها الجار “الملتزم”، بحيث ما كادت تأخذ مكانها بالمقعد الأمامي، حتى أطلق العنان لعجلات السيارة، في اتجاه فضاء خلاء بجماعة سيدي عبد الله غياث المجاورة لمراكش. لم ينتبه المعنيان لبعض السيارات التي كانت تتعقب خط سير رحلة خيانتهما، والتي استعان بها مترصدوهما من أبناء الحي، لاقتفاء أثرهما في محاولة لضبطهما بالجرم المشهود،إلى أن بلغا وجهتمها، وأوقفا سيارتهما بالمنطقة المذكورة، وأطلقا العنان لحبال نزواتهما وملذاتهما الجنسية ،متخذين من سيارة” الكونغو”، سقفا لاحتضان مشاهد خيانتهما. في هذه اللحظة أحاط بهما المتربصون،وحاصروهما داخل السيارة منعا لهروبهما،مع انتداب بعضهم لطلب تدخل عناصر الدرك الملكي، التي عملت على اقتيادهما صوب مقر السرية، ووضعهما رهن الاعتقال الاحتياطي. أحيل الظنينان صباح أول أمس السبت على النيابة العامة بابتدائية مراكش، التي أمرت بإحضار زوجة المتهم وزوج المتهمة، لوضعهما في صورة ورطة رفيقي حياتهما، باعتبار” ديك الطرشة، واتات داك الحنك”. الزوجة المخدوعة لم تملك لنفسها تحت ضغط”دواير الزمان”،سوى التنازل عن حقها في متابعة زوجها بالخيانة، فيما أصيب الزوج المخدوع بنوبة عصبية وأطلق لسانه للصراخ الحاد، قبل أن يشرع في ضرب رأسه بجدار المحكمة إلى أن انهار وسقط على الأرض، مبديا تشبثه بمتابعة حليلته، فيما نظرات عينيه ترمق شزرا جاره المتدين، ولسان حاله يردد” الفقيه بسبع جلالب، ويدير خدمة الثعالب،ويقول الله غالب”. المصدر: الأحداث المغربية