استنفرت الزخات الأولى من الأمطار كافة المصالح المعنية بسبب النشرة الإنذارية التي أشارت إلى احتمال هطول أمطار عاصفية، حيث تم فتح جميع البالوعات على مستوى بعض الشوارع الرئيسية لمدينة أكادير خوفا من تجدد الانقطاعات التي عرفها هذه الشوارع كلما هطلت الأمطار. أما في مدينة انزكان، التي تعتبر أكبر المدن التي تلحقها أضرار الفيضانات بسبب وجودها على ضفاف واد سوس، فقد تم عقد اجتماع رسمي لما بات يسمى لجنة اليقظة حضره مختلف ممثلي المصالح المعنية، إضافة إلى الأمن والدرك الملكي والوقاية المدنية، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وممثلو الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الأخطار المحتملة، خاصة وأن الفيضانات التي شهدتها السنوات السابقة كشفت أن مجموعة من المناطق داخل عمالة انزكان معرضة أكثر من غيرها للتأثيرات السلبية للفيضانات، خاصة جماعة أولاد دحو والمنطقة الجنوبية الشرقية بإنزكان التي توجد على الضفة اليمنى لواد سوس، والتي تسببت في السنوات السابقة في وصول الفيضانات إلى سوق الجملة وسوق التمور، حيث خلفت الفيضانات خسائر بليغة في ممتلكات التجار، وخلفت بعد ذلك العديد من المسيرات الاحتجاجية، فضلا عن بعض الدراسات التي كشفت أن المنطقة الجنوبية الشرقية تظل من المناطق المهددة بالفيضانات ما لم يتم استكمال الحاجز الوقائي على ضفة واد سوس. وفي السياق ذاته، كشفت مديرية الأرصاد الجوية أن التساقطات المطرية، التي يرتقب أن تسجل يومي الاثنين والثلاثاء، قد تأخذ طابعا عاصفيا في كل من الشياظمة وسوس والحوز، كما توقعت ذات الجهة أن التساقطات المطرية قد تصل أحيانا إلى 70 ملم. وأضافت مديرية الأرصاد أن هذا الطقس سيتسبب في تشكل أمواج عاتية قد يصل طولها بين أربعة وستة أمطار في شمال ووسط السواحل الأطلسية مع هبوب رياح قوية من الجنوب الغربي, فيما ستشهد المرتفعات سقوط ثلوج في المناطق التي يفوق علوها 2200 متر.