يكفي أن نسمع هذه الجملة “حملة طبية لقياس و تصحيح البصر” حتى يتذكر سكان الإقليم العشرات من هذه المبادرات الطيبة نظرا لطابع المجانية الذي كرس فيها تفهما لحاجة الساكنة ورغبة للمنظمين في التطوع و المساعدة وتجسيدا للمفهوم النبيل للعمل الاجتماعي والإنساني فهي مبادارت حسنة تستحق كل التنويه . لكن المكتب المسير للكشفية الحسنية فرع إقليم اشتوكة أيت باها عوض أن يساير ركب من سبقو كشر عن أنيابه في وجه المستضعفين المحتاجين و خلق الاستثناء يوم السبت 13 أكتوبر 2012، بالمركب الثقافي البلدي سعيد أشتوك ببيوكرى،حيث جعل للراغبين في الإستفادة من الفحص 10 دراهم كتسعيرة ،وبطبيعة الحال ليس واجب رمزيا كما يقولون لأن عادة المبادرة مجانية في رأي الكثيرين. وإذا استحضرنا أن عدد المستفيدين هو 580 كما هو مصرح به ، و أن مصاريف التغذية ساهمت بها إحدى الهيآت ،. ما يعني أن حوالي 5800 درهم هو الربح الصافي لهذه الحملة الطبية . ““فهل حقا الهدف هو السعي إلى تقريب الخدمات الصحية لمختلف الفئات الاجتماعية ووو….. “”؟؟؟؟ كما جاء في إعلان الحملة . الخطير ليس الرقم المحصل عليه بقدر ما هي فكرة الابتزاز التي يحملها و مفهوم الانتقال السلس للعمل الجمعوي من الفعل التطوعي الإنساني إلى الفعل الربحي . لست هنا ألوم الشباب المنخرطين في هذه المنظمة الموقرة و الذين أبلوا البلاء الحسن في التنظيم و التأطير المستفيدين، ولكن العتاب والمسؤولية على القيادة التي تدبر شؤون مكتب الفرع . لأن سقف طمع أي هيئة جمعوية في تنظيم نشاط اجتماعي إنساني محض بحسب علمي المتواضع لايجب أن يتعدى حدود الموازنة بين المصاريف و المداخيل . فهل نقطع مع هذه السلوكات الإستثنائية التي تسيء لجسد العمل الاجتماعي و الإنساني المنهك أصلا بفعل الدخلاء و المتطفلين . قبل نشر هذا المقال العادي في مغرب يعيش الانتقال الديموقراطي بتفاصيله الصغيرة تلقيت وساما تهديديا بطردي من عملي بسبب هذا المقال وشحني به السيد المدير الإقليمي للكشفية الحسنية باشتوكة أيت باها مستعينا على حد تعبيره بجيش من نفوذه وبأحد أعضاء المجلس البلدي. فهل لك أن تطردني ياسيدي المدير ؟؟ لأني حقا أريد أن أعرف مامدى نفوذك في هذا الوطن الذي أحب رغم أنف الكثير من الأشباح والتماسيح …..