انطلقت، أمس الخميس، فعاليات الدورة 13 للمهرجان الوطني للفيلم، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي إلى غاية 21 يناير الجاري، بطنجة، بعرض الفيلم العالمي "رحلة إلى القمر" لمخرجه جورج ميلييس، بقاعة سينما "روكسي". وتكريسا ل"ثقافة الوفاء"، التي أضحت تقليدا سنويا للمهرجان، منذ نشأته، شهد اليوم الأول من المهرجان تكريم ثلاثة فنانين مغاربة، قدموا الكثير للفن السابع في المغرب، والعالم العربي، ويتعلق الأمر بالمخرجين عبد الله المصباحي، ومصطفى الدرقاوي، والممثل صلاح الدين بنموسى. وتتميز هذه الدورة، حسب المنظمين، بمشاركة 46 فيلما في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو رقم قياسي جديد، تحقق بفضل دعم المركز السينمائي المغربي. وتتضمن قائمة الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة مشاركة مخرجين مغاربة من مختلف الأجيال، من جيل الرواد، أمثال، نبيل لحلو، وحميد بناني، ومن جيل الوسط، أمثال حكيم نوري، ولحسن زينون، ومن الجيل الجديد، أمثال خديجة السعيدي لوكلير، ومحمد الكغاط، وعز العرب العلوي لمحارزي، إضافة إلى مخرجين مغاربة مقيمين في الخارج، أمثال رشدي زم، وإسماعيل فروخي، كما تكشف القائمة عن تنوع مواضيع الأفلام. وقرر المنظمون إسناد رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة إلى المفكر الفرنسي إدغار موران، والأفلام القصيرة إلى المخرج الإيفواري فاديكا كامو لانسيني. ويعد فيلم الافتتاح، "رحلة إلى القمر"، الذي أنتج عام 1902، أول فيلم خيال علمي صامت، مدته 14 دقيقة، وهو مستوحى من روايتي "من الأرض إلى القمر"، لجول فيرن" و"أول الرجال على سطح القمر"، لهربرت جورج ويلز. وحقق "رحلة إلى القمر"، الذي اعتبره النقاد من أشهر أفلام الفانتازيا، التي أخرجها ميلييس، ومن أبرز أفلام القرن العشرين، شعبية كبيرة عند توزيعه، وكان أول أفلام الخيال العلمي، الذي استخدمت فيه المؤثرات الخاصة. وبمرور أكثر من 75 عاما على إنتاجه، انتهت حقوق المؤلف عن الفيلم وأصبح ملكا عاما، وبات من الممكن مشاهدته، بعد ترميمه بالألوان. أما المكرمون في الدورة الحالية، فيعدون من أقطاب السينما المغربية، فالمخرج عبد الله المصباحي، الذي أنجز حوالي 21 فيلما، من أشهرها "الصمت اتجاه الممنوع"، و"غدا لن تتبدل الأرض"، وأين تخبئون الشمس؟"، فيعد من أشهر المخرجين المغاربة في العالم العربي، اشتغل إلى جانب أورسن ويلز، مع المسرحي الفرنسي المشهور جان فيلار، وكان ضمن أعضاء لجنة تحكيم مهرجان برلين الألماني مع المخرج الأميركي الكبير كينغ بيدور، ورئيسا للاتحاد السينمائي العربي بالقاهرة، ومديرا لمركز التعاون العربي الدولي في الميدان الثقافي بدبي، وكان له الفضل في اكتشاف العديد من الممثلين المغاربة. أما المخرج مصطفى الدرقاوي، الذي سبق تكريمه في الدورة 7 من مهرجان مراكش الدولي، وأطلق اسمه على أحد شوارع مارتيل، فيعتبر من أهم المخرجين المغاربة، الذين وأغنوا السينما الوطنية بأفلام عديدة، منها "أيام شهرزاد الجميلة"، و"الدارالبيضاء باي نايت"، و"الدارالبيضاء داي لايت"، بينما يعد صلاح الدين بنموسى من أبرز الممثلين المغاربة، ومن أهم الأفلام السينمائية التي شارك فيها "دموع الندم"، للراحل حسن المفتي، و"الباب المسدود"، و"شوف شوف حبيبي"، و"ألو 15".