كانت نهاد المزدادة سنة 1991 تعتقد أن يوم 13 شنبر الأخير سيظل منقوشا في تاريخها، فهو يوم عقد قرانها على الشاب زهير القائد بالبحرية الملكية بأكادير كما قدم نفسه، أعدت الذبائح والحلويات، واستدعت أسرتها والمقربين من كل المدن، حضر المصورون والعدول والجميع كان ينتظر ” أن يطل مولاي السلطان” رفقة أفراد أسرته القادمة من مدينة الناظورمسقط رأسه ليشهدوا بعقد اقتران ابنهم على الآنسة نهاد، فقد تعارفا وخرجا معا للاستئناس ببعضهما. تجاوزت عقارب الساعة الرابعة بعد الزوال، والضيوف بدؤوا يستعجلون، كانت الأسرة تعيش مع مرور الدقائق لحظات عصيبة، فالهاتف الذي يربطهم ب” عريس الغفلة” أصبح خارج التغطية، مر اليوم وانقلب الحفل إلى ما يشبه المأتم. فأسرة نهاد خسرت دم وجهها ومالها، وسلب العريس المختفي من أقربائها سعيد وخالد مبلغ 10 آلاف درهم، ليختفي عن الأنظار. تعرفت نهاد على زهير عبر الشات وتوطدت العلاقة بعدها جاء ليطلب يدها ويشرع في النصب على أقربائها بدعوى تشغيلهم في سلك البحرية الملكية. يقدم نفسه من خلال ألبوم صوره قائدا بزي البحرية الازرق والقبعة البيضاء، فبعدما استنفذ ما مكنه أن يناله من هذه الفتاة ومعارفها، انتقل للبحث عن ضحية جديدة. ولن تكون الضحية سوى نوال، تعرف عليها عبر الشات صيف هذه السنة، ودخل بيتها واستقبل من قبل الأسرة بحفاوة أصبح لا يتردد في طرق البيت باستمرار ومقاسمة ساكنيه الطعام، وبعدما توطدت العلاقة مع جميع أفراد أسرة نوال اقترح عليهم تشغيلهم ببواخر الملاحة البحرية، يدعي انه بحكم المهنة يعرف أرباب البواخر التجارية، تسلم من 8 من أقارب خطيبته الضحية مبلغ 1500 درهم لكل فرد، فاختفى عن الأنظار، وأصبح رقم هاتفه خارج التغطية باستمرار. وكان يوهمهم بأن أسرته بالناظور تستعد للقدوم وحضور الخطبة. في أوائل غشت الأخير سيتعرف القائد المزيف بالبحرية الملكية بشاطئ المدينة على سعاد، الضحية الثالثة، فبعدما استغلها و تلاعب بعواطفها لمدة مدعيا أنه سيتقدم لخطبتها قدم نفسه بصفته المعهودة قائدا بالبحرية الملكية، وطلب منها أن تمده بمبلغ 1500 درهم لتشغيلها، وعندما لم تناوله المبلغ قطع كل علاقاته وصلته بها. الخطيبات الثلاث وأقرباؤهن شعروا ب” الشمتة” فتقدموا في أوقات متفرقة بشكايات لدى المصالح الأمنية بأكادير، ما جعلها تكثف من تحرياتها بخصوصه، وقد تمكنت بالفعل من توقيفه وعرضه على المحكمة الابتدائية بأكادير حيث يتابع حاليا في حالة اعتقال. زهير كما سيقدم نفسه للمصالح الأمنية متحدر من الناظور واشتغل بها بقطاع البحر، وانتقل للاشتغال بطنجة والعرائش والدار البيضاء، وفشل في إيجاد عمل بميناء أكادير، ليقرر تقمص دور قائد بالبحرية الملكية لأنه يفهم جيدا في مجال البحر، خبرة طويلة مكنته من النصب على الفتيات المشتكيات، وأخريات لا يعرف الآن مآلهن. مصالح أمن أكادير عند تفتيش شقته بحي الخيام عثرت على مجموعة وثائق تهم ضحايا آخرين عليها أرقام هواتفهم، إلى جانب عقودعمل باسم شركات بالملاحة البحرية، وصور له مركبة وهو يرتدي الزي العسكري للبحرية الملكية إلى جانب 15 رقاقة هاتفية تخلص منها بعدما استعمل أرقامها في عمليات نصب.