إنتشرت في الأيام الأخيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك واليوتوب . مشاهد مضحكة لشباب مغاربة شاركوا في برنامج arab idol الذي يبث على قناة إم بي سي. وقد نالت هذه المقاطع نسب مشاهدة عالية, بسبب سجاذة أصحابها الراغبين في أن يصبحوا نجوما في العالم العربي. إلا أنهم تحولوا بدلا من ذلك إلى مشاهير في السخافة والفكاهة. وسيرا على نهج غالبية القنوات, خصصت قناة إم بي سي حلقات خاصة لعرض أهم وأقوى لحظات الإقصائيات. وقد كلف بنبش هذه المواهب الغنائية كل من الفنانة الإماراتية أحلام, والفنان اللبناني راغب علامة. فكان للجنة التحكيم موعد مع شباب عربي من مختلف البلدان العربية ومن بينها المغرب . لكي لايصاب المشاهد العربي بالملل منذ البداية من سماع أصوات لها وزن وحضور. فضلت القناة أن تمنح الفرصة أولا لمواهب ضائعة, باحثة عن منفذ للخلاص من شبح البطالة والفقر. علما أن غالبية هؤلاء الشباب لايضيع فرصة اجتياز المباريات في أي مجال, لأن المهم بالنسبة لهم هو أن يفتح باب للرزق بأي طريقة وأي وسيلة . ومن بين أشهر ضحايا البرنامج, المغربية المشهورة حاليا بالصاروخ. التي مكنتها ثقتها الزائدة من التفوق والتفرد في الغناء, بطريقة ليس لها مثيل. وقد ساعدت المؤثرات التي استخدمها تقنيوا البرنامج في إظهار تفاهة مستوى المشاركة المغربية, وكذا مطابقة أقوالها مع الواقع. فأصبحت في ظرف وجيز حدثا طريفا يتم تداوله بشكل سريع في الفيسبوك واليوتوب, والتعليقات لم تكن هي الأخرى تخلو من روح المزحة. أضيف إلى هذه المشاركة أيضا, مشارك مغربي آخر حضي بضحكات هستيرية من جانب أحلام وراغب علامة. رغم معرفتهما بأنه ليس موهوبا ألحا عليه بمواصلة الغناء. وهدفهما كان واضحا ,ألا وهو إطالة مشهد السخرية ما أمكن, كي يصبح مادة صالحة للعرض. كما أن مصور البرنامج كان يركز عدسته على حركة يكررها المشارك المغربي, حيث كان يلمس أنفه مرارا وتكرارا في حركة لاإرادية . لكن ياترى ماكان علاقة ذلك بموضوع البرنامج ؟ هذه الظاهرة طبعا ليست بالجديدة وهي نفسها التي عهدناها في برنامج استوديو دوزيم حيث كان المشاهد المغربي على موعد أسبوعي مع طرائف الإقصائيات. غير أن هذا الإستغلال المشين للشباب والتلاعب بأحلامهم يجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول جدوى هذه البرامج؟ ودورها في التثقيف والتوعية ؟ لأن الترفيه لايجب أن يكون هدفا إنما وسيلة فقط لإيصال ماهو أسمى وأرقى. فهل نحن حقا أمام قنوات متخصصة في إنتاج المواهب؟ أم اننا أمام قنوات بارعة في إخراج عيوب الناس لاٍحراجهم أمام الملأ.