تسبب داء " اللسان الأزرق " في نفوق نحو 270 رأسا من الماشية بإقليم اشتوكة أيت باها ، حيث تتساقط رؤوس الأغنام منذ أٌقل من أسبوع كما تتساقط أوراق الأشجار في عز الخريف ، والرؤوس الهالكة كلها من مواشي الرحل ، وبالخصوص على مستوى جماعتي " أيت مزال " و " تسكدلت " . ويواصل الأطباء البيطريون التابعون للمركز الفلاحي بأيت باها جهودا كبيرا من أجل تطويق هذا الوباء المعدي لدى الحيوانات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل ظروف مناخية صعبة تتسم بالحرارة المفرطة ، حيث ناهز عدد الأغنام التي تم تلقيحها 4700 رأسا علما أن هذا الإجراء مجاني ويمكن أن يطال كل مواشي الساكنة المحلية ليل نهار بالرغم من وعورة التضاريس وضآلة الإمكانيات واللوجيستيك . ومن جانبها ، تعمل سلطات دائرة أيت باها على تكثيف عمليات التحسيس والمواكبة الموجهة للسكان من أجل التجاوب مع عمليات التلقيح وتذويب أسباب الهلع والخوف من امتداد الداء إلى جميع مواشي الجماعات المجاورة . وتفيد مصادر من عين المكان أن عوامل مناخية وطبيعية قد تكون بمجموعها سببا رئيسيا في ظهور هذا المرض الذي فتك بتلك الرؤوس ، إذ أنها كانت تلتهم أساسا الأعشاب التي احترقت باستمرار دون تنويعها ما يتسبب لها في حساسية على مستوى اللسان حيث يبدأ في التشقق . واضطرت السلطات إلى محاصرة قطيع الأغنام التي يسرحها الرحل هناك لمدة ستصل إلى 40 يوما دون التحرك في أي اتجاه إلى حين تطويق الداء وإزالة كل تداعياته ، ويتراوح تعداد القطيع لدى الرحل ما بين 3000 إلى 7000 رأسا من المواشي ، حيث لا يتم إيوائها في حظائر خاصة بحكم عدم استقرارها في موضع محدد ، كم يتم تزويدها بمياه تفتقد للسلامة الصحية الضرورية . وإلى ذلك ، وبمبادرة من الجمعية الإقليمية لذوي الحقوق ومستغلي الأركان باشتوكة أيت باها ، طالبت فعاليات اقتصادية وسياسية وتنموية بالجماعات الجبلية بتقنين عملية عبور الرعاة الرحل بمجال الأركان من خلال تفعيل الإجراءات المرتبطة بالمنع الكلي للرعي بمجال الأركان خلال فترة الإغلاق وجمع المحصول ، وإلزام ملاك قطعان الماشية بالإخبار الكتابي القبلي للسلطات والجماعات المحلية بزمان ومكان ومدة العبور وعدد رؤوس القطيع في المناطق المحددة للعبور ، فضلا عن إلزامهم باحترام مسافة كيلومتر ونصف طولي عن مراكز الدواوير والتجمعات السكنية . ومن المنتظر أن يدرج رؤساء الجماعات الجبلية بأيت باها معظم هذه المطالب في الدورة القادمة لشهر أكتوبر