أغلب الموقوفين يتوفرون على أكثر من "كريمة" وبينهم سائقو سيارات أجرة أحدهم كاد يصدم سيارة الملك أحالت مصلحة الشرطة القضائية بالدار البيضاء على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، الأربعاء الماضي، أربعة متهمين بالتربص بالموكب الملكي وبسيارة الملك الخاصة. وتابعت النيابة العامة الأظناء بتهمة «استغلال النفوذ المفترض من أجل الحصول على مزية والنصب ومحاولة النصب»، وقرر وكيل الملك إحالة المتهمين على قاضي التحقيق الذي قرر إيداعهم المركب السجني عكاشة، ليصل عدد الموقوفين في إطار ملفات التربص بالموكب الملكي منذ بداية شهر رمضان إلى 22 موقوفا. وعلمت «الصباح» أن بين المحالين على قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالبيضاء ثلاثة سائقي سيارة أجرة، بينهم سائق «الطاكسي» الذي طارد سيارة الملك محمد السادس، ليلة الثلاثاء الماضي، بكورنيش عين الذئاب، حتى كاد يصطدم بها، لولا تدخل أحد الحراس الذي أصيب في الحادث إصابة طفيفة. واعتبر حادث مطاردة السيارة الملكية من طرف سائق سيارة الأجرة بأنه الحادث الذي عجل بإعفاء مصطفى الموزوني، والي أمن البيضاء وعبد الرحيم مجني، رئيس المنطقة الأمنية أنفا، من مهامهما وإبعادهما، على التوالي، إلى زاكورة وفكيك. وأحالت الشرطة القضائية بالبيضاء في السياق نفسه سائق سيارة أجرة صغيرة كشفت التحريات أنه كان يستعين بخمس نساء يثبتهن في مواقع يفترض أن يمر منها الموكب الملكي لأجل أن يسلمنه طلبات الاستفادة من هبات ملكية ومأذونيات نقل. أما سائق سيارة الأجرة الثالث، فأوقف بالحي المحمدي لدى مطاردته السيارة الخاصة للملك لتسليمه رسالة للاستفادة من رخصة نقل وطلبات تشغيل، وتبين أنه كان على صلة بمتربصين آخرين بالموكب الملكي. وفي الإطار نفسه أحالت الشرطة القضائية متربصا حاول إرشاء رجل أمن بالحي المحمدي خلال الزيارة الملكية، لأجل السماح له بالمرور لتسليم الملك رسالة للحصول على مأذونية. وحسب البحث المجرى مع هذا المتهم، فإنه سلم الشرطي 200 درهم لغض الطرف عنه ليسلم الملك الرسالة، لكن رجل الأمن أوقفه وسلمه إلى عناصر الأمن العمومي التي أحالته على الشرطة القضائية بأنفا. وبين الموقوفين أيضا ثلاثة أشخاص يتحدرون من مدينة برشيد تبين أنهم يشكلون شبكة مختصة في التربص، ويوزعون الأدوار في ما بينهم لتحديد مسار الموكب الملكي وتنقلات الملك بسيارته الخاصة، وبين هؤلاء شخص سبقت له الاستفادة من «كريمة». وأحيل في السياق نفسه على قاضي التحقيق متهمان يستخدمان سيارة من نوع «فولفو» في مطاردة سيارة الملك الخاصة وتحديد مسار الموكب الملكي، وكشفت التحقيقات معهم أن لهم علاقة بمجموعة من «السمايرية» يزودونهم بالمعلومات عن تنقلات الملك محمد السادس. ضبطت الشرطة القضائية بتنسيق مع مصالح الاستعلامات العامة ستة متهمين آخرين بالحي المحمدي بحوزتهم طلبات في اسم أشخاص آخرين ونسخ لبطاقات تعريف وطنية ورخص سياقة. وأحيل هؤلاء المتهمون على النيابة العامة التي تابعتهم بتهمة «محاولة النصب وعرقلة السير»، وأحيلوا على قاضي التحقيق الذي قرر إيداعهم المركب السجني عكاشة. ووفق التحقيقات التي أجريت مع الموقوفين، فإن أغلبهم اعتادوا في كل شهر رمضان التربص بالموكب الملكي، وسبق لمجموعة منهم الاستفادة من مأذونيات نقل إلى درجة أن بعضهم يتوفر على أكثر من ثلاث «كريمات» مسجلة في اسم أفراد من أسرته. وحسب مصدر مطلع، فإن أغلب الموقوفين ليسوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أو فقراء، بل إن مجموعة من منهم يتوفرون على «كريمات» وموارد رزق ويمكن اعتبارهم ينتمون إلى الطبقة المتوسطة. وخلصت أبحاث الشرطة القضائية إلى أن مجموعة من الموقوفين يتربصون بالموكب الملكي في إطار اتفاق جماعي مسبق، وأصبحوا يوزعون الأدوار فيما بينهم لرصد التحركات الملكية، مستعملين هواتفهم المحمولة لتحديد مسار السيارة الملكية. وتتهم مجموعة من المحالين على قاضي التحقيق بالتربص بالموكب الملكي الرسمي وعرقلة سيره، وهو ما برز خلال أحد التدشينات بحي الرحمة بالبيضاء، حيث أوقفت مجموعة من المتربصين.