انتشار الباعة المتجولين بالأزقة والشوارع العمومية أثر على حركة السير والجولان بالمدينة أسفرت مواجهة عنيفة بين أحد الباعة المتجولين من أصول إفريقية مع مجموعة أخرى عن جرح اثنين من الباعة المتجولين المغاربة، فيما تم القبض على الإفريقي الذي كان بحوزته سكين. الحادث وقع إثر اندلاع نزاع حول مكان لعرض بعض المنتوجات الإفريقية التي اعتاد مجموعة من الأفارقة بيعها بأسواق وساحات انزكان. وتؤشر هذه المواجهة، التي تعتبر الأعنف من نوعها، على دخول نوع جديد من الباعة المتجولين إلى أسواق انزكان خاصة بعد أن تم تداول أخبار عن كون هؤلاء الأفارقة يتاجرون في بعض المواد «المهيجة جنسيا» وبعض المواد التي تؤدي وظائف «التسمين» وكذا الهواتف المحمولة من بعض الماركات العالمية المقرصنة. وذكرت بعض المصادر أن هؤلاء الأفارقة، الذين يتحدرون من جنسيات سنغالية وموريتانية، يتخذون من بعض فنادق المدينة مقرا للسكن فيما يفضل بعضهم كراء بيوت ببعض أحياء المدينة، خاصة حي الجرف. كما لوحظ توافد أعداد كبيرة من هؤلاء الأفارقة على المدينة الأمر الذي أصبح يطرح، حسب المصادر ذاتها، مخاوف أمنية وكذا تنظيمية، خاصة وأن هؤلاء الأفارقة تحولوا إلى منافسين حقيقيين لتجار انزكان، خاصة منهم المتخصصون في الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة. وذكرت المصادر ذاتها أن هؤلاء الأفارقة انتقلوا من مجرد باعة متجولين يحملون بضائعهم في حقائب يدوية إلى تجار يستعملون السيارات لنقل بضائعهم لبيعها داخل أسواق انزكان على الرغم من صعوبة التواصل مع هؤلاء اعتبارا لأن أغلبهم لا يتكلم اللغة العربية ومع ذلك تحولوا إلى منافسين حقيقيين لممتهني التجارة في الأسواق بالإضافة إلى وسط المدينة وهو ما تسبب في احتدام الصراع بين التجار المغاربة والأفارقة. وفي السياق ذاته، لوحظ في الآونة الأخيرة تنام ملحوظ في ظاهرة الباعة المتجولين بأبواب المساجد والأسواق وبعض الفضاءات المخصصة لمواقف السيارات التي تم اكتساحها بشكل ملفت للنظر، وكذا الممرات الطرقية العامة مما أثر على حركة السير والجولان داخل المدينة سواء بالنسبة إلى الراجلين أو بالنسبة إلى أصحاب السيارات، ما دفع العديد من جمعيات ونقابات التجار إلى رفع العديد من الشكايات في الموضوع إلى السلطات المحلية والإقليمية والمجلس البلدي، كما أن الوضع الذي أصبحت عليه المدينة دفع بعض التجار إلى هجر محلاتهم وعرض بضائعهم خارج الأسواق بعد أن تعذر وصول الزبناء إليهم. وذكرت بعض المصادر المطلعة أن مدينة انزكان تشهد في الآونة الأخيرة هجرة جماعية للباعة المتجولين من مدن مختلفة من المملكة، حيث لوحظ دخول شاحنات محملة بالعربات اليدوية إلى مدينة انزكان، كما حدث مؤخرا عندما قدمت شاحنة من مدينة مراكش محملة بأزيد من ستين عربة يدوية خاصة بالباعة المتجولين الذين انتهى إلى علمهم أن رواجا تجاريا كبيرا تشهده مدينة انزكان.