باريس (رويترز) - برز الاسلام كقضية محورية في الحملة الدعائية للانتخابات المحلية التي تشهدها فرنسا يوم الاحد والتي يأمل حزب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الفوز بها بانتهاج خط صارم بشأن اندماج الاقلية الفرنسية المسلمة الكبيرة. وكان ساركوزي وضع اللبنات الاولى لذلك بطمس الخط الفاصل بين حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية بزعامته وحزب الجبهة الوطنية المعادي للمهاجرين والذي تعرض لانتقادات حادة وقتا ما ولكنه تفوق على حزب الاتحاد في استطلاعات للرأي مؤخرا. وكان وزير الداخلية الفرنسي كلود جيون الذي كان حتى وقت قريب يشغل منصب كبير موظفي ساركوزي بقصر الاليزيه قد بادر بتفعيل ذلك من خلال سلسلة من التصريحات التي تغازل الخطاب المعادي للمسلمين والذي جعل زعيمة الجبهة الشعبية ماري لوبن تحظي بتلك الشعبية. وقال جيون هذا الشهر في رسالة شفهية موحية للناخبين المنزعجين من الاعداد الكبيرة للمسلمين في البلاد "هم يريدون لفرنسا أن تظل فرنسا". ووصف الوزير الغارات الجوية التي يقودها الغرب ضد ليبيا بأنها "حرب صليبية" مستحضرا صراعا مسيحيا اسلاميا واقترح تجنب ارتداء المرضى في المستشفيات العامة لرموز دينية وهي قضية اخرى تثير قلق كثير من المسلمين. وجاء التصعيد الخطابي بينما تقترب فرنسا من جولة الاعادة يوم الاحد في انتخابات المجالس المحلية. وتقدم حزب الجبهة الوطنية بزعامة لوبن ليفوز بنسبة 15 في المئة من الاصوات ليبعد نقطتين فقط عن حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية. وتعلن حكومة يمين الوسط ولوبن أن هدفهم هو حماية "اللايسيت" وهي النسخة المتطرفة من العلمانية الفرنسية التي تكافح من أجل ابقاء الدين بعيدا عن الحياة العامة. ولكن وسط نقاش حول تقديم وجبات حلال في المطاعم المدرسية وأداء المسلمين للصلاه في الشارع بسبب صغر حجم مساجدهم صارت كلمة اللايسيت تشكل اطارا لمشكلات تحاول فرنسا تكييف طائفتها المسلمة البالغ تعدادها خمسة ملايين نسمة عليها. من توم هينيجان