توفي مساء اليوم الإثنين 15 مارس الجاري، المفكر ومبدع التاريخ المغربي، عبد الله العروي، عن سن يناهز 87 سنة. ويعد إبن مدينة أزمور، ناشرا، ومفكرا، ومؤرخا، حيث نشر منذ بداية الستينيات من القرن العشرين، ترجمات، ونصوصًا، ودراسات في عدد من المجلات المغربية، والعربية، والفرنسية، فصدر له العام 1967 كتاب "الإيديولوجيا العربية المعاصرة" بتقديم مكسيم رودنسون، وفي العام 1970 صدرت ترجمته العربية على يد محمد عيتاني عن دار الطليعة في بيروت، فشكل الكتاب انطلاق الحضور الواسع لعبدالله العروي في الثقافة العربية، كما أصبح محط اهتمام الباحثين والدارسين لشؤون الثقافة والتحديث في العالم العربي. وجمع الراحل بين المعرفة العميقة للثقافة العربية، قديمها وحديثها، والثقافة الغربية في مختلف مظاهرها الفكرية والأدبية والفنية، خاصة في مجالات: الفلسفة، والتاريخ، والرواية، والسينما، وقد ألّف مجموعة من الأعمال التي شكلت نظرة جديدة مستأنفة للثقافة العربية الحديثة، وما يتصل بها من سياقات، وإشكالات، وأسئلة ثقافية، في القديم العربي أو في الثقافة الغربية. ويعد الراحل من المؤمنين بالمنهج المعرفي (ايبستيمولوجي) كمنهج لمعالجة قضايا وإشكالات الفكر العربي بحكم اهتمام المفكر كثيرا بالقضايا العربية خاصة الفكر العربي والتراث.