أصدر المجلس الوطني للصحافة تقريرا في 24 صفحة يرصد من خلاله أخلاقيات مهنة الصحافة طيلة مرحلة كوفيد19. وسجل المجلس الوطني للصحافة، طيلة مدة حالة الطوارئ الصحية، العمل المهني الإيجابي الذي تقوم به الصحافة والإعلام بالمغرب إزاء جائحة فيروس كورونا، ومدى الالتزام والنضج الذي أبان عنه المهنيون، وذلك رغم الخروقات، التي تبقى على العموم معزولة واستثناء، بالنظر لحجم انخراط الصحافة المغربية وتغطياتها لكل ما يتعلق بالوباء. وقد ارتأينا رصد الخروقات وعرض أمثلة عنها في هذا التقرير من أجل التنبيه إليها وطرحها للنقاش داخل الجسم الصحفي من أجل تعزيز احترام مقتضيات ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة. وفيمايلي النص الكامل: الالتزام بأخلاقيات المهنة ركيزة من ركائز الممارسة الصحفية، لكنه يكتسي خلال الكوارث والأزمات والجوائح أهمية قصوى، خاصة مع ما يمكن أن تسجله مثل هذه الأزمات من انتشار كبير للشائعات أو الأخبار الكاذبة أو المضللة. لذلك يعتبر دور الصحافيات و الصحفيين خلال جائحة كوفيد 19 محوريا، على اعتبار أن من شأن العمل الصحفي المهني والأخلاقي أن يساهم في إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ الصحية. تتطلب المعالجة الإعلامية في مثل هذه الأزمات من الصحفي(ة) تركيزا وتشريحا دقيقا لمصادر الخبر وفحصا متأنيا لتوازنه واحتراما تاما لكل قواعد المسؤولية المهنية والأخلاقية والذاتية التي يتطلبها ذلك. فالممارسة الإعلامية في ظرف استثنائي مثل هذا الذي نعيشه تتطلب منا بالتالي جهدا خاصا وحذرا مضاعفا، لأن أي انزلاقات أو تجاوزات يمكن أن تكون لها انعكاسات على الأفراد والجماعات وعلى أمن وسلامة المجتمع. من أجل ذلك قررت لجنة أخلاقيات المهنة بالمجلس الوطني للصحافة رصد خروقات ميثاق أخلاقيات المهنة الصادر بالجريدة الرسمية في 29 يوليوز 2019، وذلك من أجل تنبيه الزميلات و الزملاء لتفادي السلوكات غير الأخلاقية، خاصة في مثل هذه الظرفية، وتجويد أدائنا لمهامنا المجتمعية الأساسية، من خلال حلقات النقاش التي نعتزم تنظيمها مستقبلا حول أخلاقيات مهنة الصحافة، ومن بين ذلك خلال الأزمات. وإذ تتضمن هذه الوثيقة أمثلة لخروقات رصدها المجلس وارتأى وضعها في تقرير مرحلي، إلا أن ذلك لا يلغي إمكانية البحث بشأنها من جديد من قبل لجنة الأخلاقيات، لترتيب ما يلزم، وفقا للمسطرة التأديبية والشروط والمقتضيات التي يتضمنها القانون المحدث للمجلس. لجنة أخلاقيات مهنة الصحافة 1. منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، يتابع المجلس الوطني للصحافة (من خلال لجنة الأخلاقيات والمصالح المختصة في إدارته) التغطيات والجهود التي يقوم بها الصحفيون ومختلف المنابر الصحفية من أجل أداء واجبهم الإعلامي المجتمعي، خلال هذا الظرفية الدقيقة التي يعيشها المغرب والإنسانية، بصعوباتها وتحدياتها الصحية. 2. لقد وجدت الأطر الطبية والسلطات العمومية نفسها في الخطوط الأمامية للتصدي لوباء كوفيد 19 ومواجهة التحديات المرتبطة بتفشيه، ووجدت الصحافة والصحفيين أيضا أنفسهم كذلك في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الوباء لتنوير الرأي العام وتحسيسه بمخاطره وأهمية التقيد بالسلوكات الوقائية والاحترازية وكذلك المساهمة في محاربة جائحة "الوباء الإعلامي" (infodemic) والأخبار الكاذبة و/أو المضللة التي "تنتشر بشكل أسرع وبسهولة أكبر من هذا الفيروس، وتنطوي على نفس القدر من الخطورة"، لأننا "لا نحارب مجرد وباء، بل نحارب سيلا هائلا من المعلومات المضللة" . لقد أصبح فيروس كورونا الجبهة الأولى لجميع المنابر الإعلامية والعاملين في القطاع في المغرب، على غرار نظرائنا في دول العالم، حيث تستمر الصحافة الوطنية والمحلية في أداء واجبها (مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية الممكنة) وتخصص تغطياتها لكل ما يرتبط بالفيروس، في الجوانب الصحية والطبية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية… 3. ينوه المجلس الوطني للصحافة بقرار الصحافة الورقية الاستمرار في الصدور إلكترونيا وبالمجان، على الرغم من انعكاسات تعليق صدورها ورقيا وتوزيعها وشح عقود الإشهار، مستحضرة المصلحة العامة ودورها المجتمعي، رفقة المنابر الصحفية والإعلامية الأخرى، والانخراط في تنوير الرأي العام والمساهمة في التصدي للأخبار الزائفة ودورها الحاسم في المساعدة على اتخاذ قرارات مستنيرة ، على اعتبار وظيفة الصحفيين البالغة الأهميّة في ظلّ حالة الطوارئ الصحيّة ودور الصحافة الأساسي في نقل المعلومات والأخبار التي تساعد الناس في تكوين الآراء بشأن ما يتهدد الصحة العامة وفي اتخاذ الخطوات المناسبة لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم . 4. يسجل المجلس تثمين الوزير المكلف بقطاع الاتصال لروح الوطنية و المسؤولية لدى الإعلام الوطني، و من بينها المؤسسات الصحفية المعنية بنشر وطبع وتوزيع الصحف والجرائد الورقية خلال إعلانها (في 23 ماي) لإمكانية استئناف إصدار و نشر و توزيع الطبعات الورقية، ابتداء من 26 ماي 2020 (تلا إعلان الوزارة بلاغ ثان في 25 ماي بشأن استئناف أكشاك الصحف و المكتبات لنشاطها . تجدر الإشارة في سياق هذه الفقرة إلى أنه لم تسجل أي حالات مؤكدة في العالم تثبت احتمالات تلوث الصحف أو انتقال الفيروس عن طريقها. على العكس من ذلك، استمرت الجرائد والصحف الورقية في الصدور في الدول الأكثر إصابة بكورونا، مثل إيطاليا وفرنسا واسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية . وتجدر الإشارة كذلك إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد اعتبرت أن "مخاطر الإصابة بالفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 عن طريق طرد نُقل وشُحن وتعرض لمختلف الظروف ودرجات الحرارة، هي مخاطر ضئيلة. 5. يذكر المجلس الوطني للصحافة أيضا بأن عددا من الدول حول العالم اعتبرت الصحافة "خدمة أساسية" والصحفيين "عاملين أساسيين"، بشكل يسمح للصحافة والصحفيين بمواصلة عملهم الصحفي واستثنائهم من قيود التنقل، واعتبرت الصحافة في بعضها خدمة "طوارئ" . وفي نفس الإطار، واستحضارا للدور الأساسي للعاملين في وسائط الإعلام، شدد المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير على أنه "ينبغي للحكومات أن تمكنهم من مواصلة عملهم، بما في ذلك، عند الاقتضاء، تصنيف عملهم على أنه أساسي". 6. لا يفوت المجلس الوطني للصحافة تسجيل تفاعل وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني الإيجابي والسريع مع المراسلة التي كان قد وجهها لهما بخصوص تحرك الصحافيين للقيام بواجبهم المهني خلال حالة الطوارئ الصحية، حيث أعطيت التعليمات للمصالح المختصة بالسماح بالتحرك للصحافيين الحاملين لبطاقة الصحافة المهنية من أجل ممارسة مهامهم. أخلاقيات مهنة الصحافة خلال كوفيد 19 – خروقات متعددة، وإن كانت معزولة 7. مع انطلاق حالة الطوارئ الصحية، أوصى المجلس بضرورة الالتزام بأحكام ميثاق أخلاقيات الصحافة، الذي يتضمن كل القواعد والمبادئ المهنية والأخلاقية التي ينبغي أن تؤطر السلوك اليومي في العمل الصحافي، والتي يجب استحضارها في معالجة ومتابعة تطورات انتشار الوباء، لتجنب الأخطاء المحتملة.