حصلت جامعة السلطان قابوس على براءة اختراع جديدة هي عبارة عن تركيبة علاجية لاستئصال الفيروس المسبب لمرض الإيدز من جسم المصاب، عن طريق المخترعين (الأستاذ الدكتور علي بن عبدالله بن حسن الجابري، والدكتور صدقي حسن، بريطاني الجنسية) من قسم الأحياء الدقيقة والمناعة، بكلية الطب والعلوم الصحية، في الجامعة. وقد تم تسجيل براءة الاختراع هذه بتاريخ 25/ 08 / 2017 لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي وتم الحصول على براءة الاختراع خلال شهر أبريل الجاري، بعد أبحاث مضنية دامت لأكثر من 16 سنة، من قبل الدكتور صدقي حسن والأستاذ الدكتور علي الجابري. وتم التوصل إلى هذه التركيبة الفعالة التي تعد سبقا علميا كبيرا تم فيها استخدام حيوانات التجارب المختلفة في المختبر وبعد أخذ الإذن من لجان الأخلاقيات ذات الاختصاص. وتم تجربة هذه التركيبة على مرضى الإيدز وأثبتت فاعليتها في التخلص من الفيروس نهائيا بشهادة طاقم طبي من أطباء وممرضين. كما أخذ طلب الحصول على براءة الاختراع هذه حوالي 3 سنوات ومر الطلب بمراحل عدة بما فيها لجان علمية طبية متخصصة داخل الجامعة وخارجها ومن خلال ممتحنين متخصصين في الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن مكتب براءات الاختراع الأمريكي. وتتكون هذه التركيبة من ثلاثة عناصر أساسية هي خليط من مكونات أعشاب استوائية طبية من نباتات الساسوريا ومن حليب الإبل الملقح مسبقا الذي يحتوي على أجسام الإبل المناعية المضادة لمكونات الفيروس. ويتكون هذا المركب من ثلاثة أنواع من النباتات الطبية وبنسب معينة بالإضافة إلى وجود الأجسام المناعية من حليب الإبل المضادة لمكونات الفيروس وهي صغيرة جدا في الحجم مقارنة بالأجسام المناعية البشرية. ويتم تكوين هذه الأجسام المناعية المضادة بواسطة جهاز المناعة في جسم النوق ومن ثم إفراز هذه الأجسام المضادة المناعية في الحليب.ومن خلال هذه المكونات وعن طريق شرب حليب الإبل (المحصنة) والمحتوية على هذه المكونات الفعالة فإن هذا المركب باستطاعته استئصال فيروس الإيدز نهائيا من جسم المصاب ولقد تم إثبات ذلك عمليا. ليس ذلك فقط بل بإمكان هذا المكون أيضا منع الإصابة بالفيروس كنوع من أنواع الوقاية عند أخذه بالطريقة الصحيحة والمطلوبة. يذكر أن جميع مرضى الإيدز بلا استثناء الذين تم تجربة هذا المكون عليهم تم استئصال التام للفيروس من أجسامهم. ليس ذلك فحسب بل إن جميعهم تخلصوا من كافة الأعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس وازداد وزن كل المرضى الذين كانوا يعانون من نقص الوزن بحوالي 10 كيلوجرامات، وفي مدة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أشهر. هذا بالإضافة الى تحسن كبير في أداء الجهاز المناعي لدى جميع هؤلاء المرضى. إن فكرة استخدام النوق كمصنع دوائي حي ومتحرك لتصنيع مركب دوائي ضد فيروس الإيدز هي فكرة جديدة وتحمل آمالا كبيرة في إمكانية استخدامها ليس فقط لاستئصال فيروس الإيدز من جسم المصاب، بل أيضا لاستئصال الفيروسات الأخرى والتي تصيب الإنسان والحيوان. حيث إن الجهاز المناعي للإبل يعتبر أفضل بأضعاف كثيرة من الجهاز المناعي البشري. وأشار المخترعان بأن هذا الانجاز هو نتاج أبحاث علمية مضنية شملت الكثير من التحديات والإخفاقات ولكن بتوفيق من الله سبحانه وتعالى تم التوصل الى النتيجة المرضية بهذا الاكتشاف العلمي المثير. الأستاذ الدكتور علي الجابري والدكتور صدقي حسن لهما باع طويل في البحوث العلمية والعملية المتعلقة بمرض الإيدز والمناعة حيث إن الدكتور صدقي يمتلك خبرة لأكثر من 16 سنة في هذا المجال بينما الأستاذ الدكتور علي الجابري لديه خبرة تمتد لأكثر من 30 سنة في مجال بحوث الإيدز. وعلى الرغم من وجود بعض الأدوية في الوقت الحاضر لعلاج مرض الإيدز إلا أن هذه الأدوية لا تستأصل الفيروس تماما من جسم المصاب ولهذه الأدوية أعراض جانبية خطيرة بالإضافة إلى ارتفاع سعرها وعدم قدرة جميع المرضى للحصول عليها.