أطلقت جمعية "الإيثار للتنمية والأعمال الإجتماعية" بأكادير منذ شهر تقريبا، حملة "ماكرهتش نعيدو كاملين" في نسختها الثالثة على التوالي، لمساعدة الأسر الفقيرة على الحصول على أضحية قبل حلول العيد، رغبة في رسم البسمة على شفاه الصغار، وتضامنا مع من حالت بينه وبين فرحة العيد قصر ذات اليد. ولاقت الحملة تجاوبا سريعا من العديد من المحسنين الذين بادروا إلى المساهمة ودعم حملة "ماكرهتش نعيدو كاملين"، مما أدى إلى جمع مساهمات مالية لشراء الأضاحي وتوزيعها على الفقراء في الأحياء الشعبية، قبل يوم واحد من حلول عيد الأضحى. هذا وتعتمد جمعية "الإيثار" في أغلب الأحيان على أسلوب التتبع والتحري للحالات الإنسانية والإجتماعية التي تستحق المساعدة من خلال المعاينة والزيارة المباشرة، وذلك لسد الباب على من يدعي الفاقة والحاجة. وفي هذا الإطار، قالت خولة بونجوم رئيسة الجمعية، إن الأخيرة تمكنت من توزيع 65 أضحية في كل من تمنار، الدشيرة، تراست، أورير، أيت ملول، أكادير، تدارت أنزا العليا، أولاد تايمة، أولوز، إنزكان، الجرف، القليعة، بيوكرى وخميس أيت اعميرة، بفضل جهود المتطوعين أعضاء الجمعية. وأضافت في تصريح لجريدة اشتوكة بريس، أنه بعد إطلاق الدعوة حصلت الجمعية مباشرة على مبالغ مالية مكنت من شراء الأضاحي، حيث تم تسليمها للأسر المعنية يومي الإثنين والثلاثاء حتى تتمكن من الاحتفال بالعيد. وأوضحت ذات المتحدثة أن أعضاء ومنخرطي الجمعية، انقسموا إلى مجموعات تكفل بعضهم بجمع الأموال، وآخرون بشراء الأضاحي، والاتصال بالعائلات المستفيدة، فيما تكلفت مجموعة ثالثة بنقل الأضاحي إلى بيوت هذه العائلات الفقيرة والمعوزة. من جهته، قال عبد العالي ربيب المشرف العام على الحملة وعضو جمعية الإيثار، إن "الجمعية توزع الأضحيات حسب مداخيل مساهمات العيد من طرف المحسنين، فكلما ارتفعت المساهمات كلما اتسعت شريحة المستفيدين من الفئات الدنيا في المجتمع المغربي". وأضاف في تصريح مماصل بأن الجمعية تمنح الأولوية للأيتام ثم للنساء اللواتي تركهن أزواجهن، واللواتي لا يملكن القدرة على توفير ثمن الأضحية، وبعد هذه الفئات يتم النظر في الحالات الاجتماعية الأخرى من خلال مساعدتهن على إكمال التكلفة المادية للخروف بالنسبة لمن لديه قسط ولا يستطيع توفير الباقي. ويؤكد شباب جمعية "الإيثار" أنهم دأبوا على القيام بهذه الحملات ليس في عيد الاضحى فقط، بل في مناسبات دينية عدة، خاصة وأن التكلفة المرتفعة للحياة يعاني منها متوسطو الدخل، فبالأحرى الطبقات الفقيرة التي تجد نفسها في هذه المناسبات غير قادرة على مجاراة الأسعار المرتفعة، والحاجيات الكثيرة التي تتطلبها هذه الشعائر الدينية. جدير بالذكر أن هذا العمل الإنساني الخيري، والذي يهم بالخصوص النساء الأرامل والمطلقات والأسر في وضعية صعبة والمعوزين، يندرج في إطار الأهداف السنوية القارة لجمعية "الإيثار للتنمية والأعمال الإجتماعية".