إن من يتابع مستجدات الفعل الرياضي بالجهة ليفتخر بالتحول الايجابي الذي طرأ على بعض العقليات التي تسير رياضتنا وتمثل وجوهنا جميعا في الملتقيات الوطنية والإقليمية، وكذا على الدينامية البينة التي عرفتها فرق بحد ذاتها، استطاعت بفضل أبناءها ومسيريها الأكفاء أن تجد لها موطئ قدم بين فرق الصفوة، حيث أمكن لمدن كانت إلى الأمس مغمورة أن تغزو وسائل الإعلام المختلفة وتعرف من خلال فرقها التي أشهرت الاسم وأشهرت المدينة وجعلت فرق الشمال والوسط والشرق والغرب تضرب ألف حساب عندما تستعد لمواجهة فريق اتحاد أيت ملول أو شباب هوارة..وكم هو جميل أن تستنهض مدن الهامش هممها للتعريف بنفسها والتسويق لصورة ايجابية ستؤثر لا محالة على باقي القطاعات الأخرى. إلا أنه وللأسف الشديد، هذه الدينامية بقيت حكرا على فرق بعينها دون أن تمر إلى باقي الفرق الجارة الأخرى، حيث ظلت الفرق الناشطة باشتوكة ايت باها – وهي التي تهمنا بالأساس هنا – رهينة بيئتها، لا تراوح مكانها ولا تحاول ذلك، وإنما وقع لها كما وقع لذلك الفلاح الذي صادف حرثه الأرض سنة جافة فاعتقد بان زمنه كله أعجف فاستسلم للكسل والخمول، وبقيت الأرض صفراء قاحلة، وهذا هو وصف فرقنا المحلية بامتياز. لعل أبناء بيوكرى يتذكرون عقدي الستينات والسبعينات بكثير من الحسرة، خصوصا مع فريق تقدم بيوكرى، الذي كان واجهة مشرقة للمدينة وللإقليم معا، بما ملك أنذاك من رياضيين مناضلين بالفطرة (دا علي، جحا..)، استطاعوا أن ينحتوا أوراقا من ذهب في ذاكرة بيوكرى الجماعية..رغم أن الزمن غدر بأغلبهم ولم يكافئهم على مجدهم، فظلوا يعيشون على ماض وذكريات. كذلك، فريق أمل طلبة بيوكرى، الذي أسسه حارس تقدم بيوكرى السابق مولاي علي خرازي والذي يحظى باحترام وتقدير كبيرين من لدن كافة ساكنة المدينة، استطاع أن يبصم بصمات ذهبية في مسار الكرة البيوكراوية في وقت كان فيه هو الممثل الوحيد للكرة الاشتوكية في المنافسات الوطنية، وهو الذي أعطى العديد من المدربين واللاعبين والكثير من البهجة والسرور لمحبيه وللوطن. إلا أن واقع الفريقين الآن، لا يبشر بالخير بتاتا، فما إعادة إحياء تقدم بيوكرى من طرف الفاعل الجمعوي عبد الإله جنكل وأصدقاؤه لقيت الصدى والتشجيع اللذان تستحقهما، وما فريق أمل طلبة بيوكرى بقي هنيئا مرتاحا في عمله وبناءه للمستقبل..ذلك، للأسف الشديد، أن كلاهما يواجه من طرف قوات خفية لا تريد للرياضة المحلية أن تزدهر ولا يهمها ذلك، بقدر ما هي حريصة على إثارة الفتنة بين مسيري الفريقين ومحاولة احتواءهما والتحكم فيهما، ولعل العرقلة التي واجهها المكتب المسير لأمل الطلبة من طرف المجلس البلدي للمدينة وتدخل ممثل عن السلطة المحلية على الخط من جهة وعرقلة وصول أعضاء من مكتب تقدم بيوكرى لمكتب العامل السابق للإقليم بعد أن وضعوا طلب لقاء معه لمدة طويلة من جهة أخرى، لخير دليل على نية مبيتة تريد للرياضة المحلية أن تبقى حبيسة الخلفيات الإدارية والسياسية والمصالح الذاتية لبعض أولي الحكم والتسيير..ويا لها من قذارة ! والغريب في الأمر، ولأن الزمن دوار، استطاع مكر الماكرين أن يلعب بعقول الرياضيين، أصدقاء الأمس القريب، أصحاب الصدور الكبيرة، فبدأنا نرى ونسمع بعض المناوشات تحدث بين الطرفين، وتؤثر على العلاقات العامة، مما قد يسير برياضيي بيوكرى إلى الانقسام..فهل مدينة صغيرة بحجم بيوكرى تحتاج إلى الانقسام في وقت تتكتل فيه المدن والفرق على حد سواء؟ ورغم كل هذا، فسيظل لنا أمل في مسيرينا، في أصحاب القلوب الواسعة والأحلام الكبيرة أن يستفيقوا من غفوتهم وان ينتبهوا لما يسطر لهم على خفية، وان يجتمعوا ويتصالحوا ويتعاونوا لما فيه مصلحة المدينة والرياضة المحلية، حتى يكون لنا فريقان، كل بحجم الآخر، نشجعهما معا ونتمنى نجاحهما معا وحين يتلاقوا فموعدهما ديربي رياضي محض، يخلق الفرجة والمتعة الكروية لا غير. وبذكرنا للكرة المحلية لا ننسى أن نشير إلى نوايا تتحرك لفرق مبادرة تبحث لنفسها عن مسار منير وسط باقي الفرق المشهورة، ومنها فريق أدرار أيت باها، والذي يترأسه رئيس بلدية أيت باها وينوب عنه الأستاذ والفاعل الجمعوي محمد صدقي، وكذا فريق شباب أيت اعميرة الذي يترأسه عمر أوشيخ رئيس المجلس القروي، وفرق أمل ماسة ومجد انشادن والجمعية الرياضية لسيدي بيبي، وكلها فرق ناشئة تعد بالمستقبل المزدهر إن شاء الله.