لماذا نحن لسنا كالبشر؟ عوى ليلا بمغربنا الذّئاب***فساد الرّعب وانتشر الضّباب وفي الغاب الوحوش قد استبدّت***فكان وراء سطوتها الخراب وولولت البهائم في البراري***وبالأمطار لم يأت السّحاب لعلّ ذنوبهم هجمت عليهم***بما ارتكب ابن آوى والغراب ألم تر أمّتي انحرفت فشاخت***وحول جروحها اجتمع الذّباب؟ //// أرى الظّلماء في وطني قدر***وفي أجوائنا قلّ المطر سألت العقل في نفسي سؤالا***لماذا نحن لسنا كالبشر؟ فكان جوابه ردّا وجيها***تجسّد في الكثير من العبر ركبنا الغيّ في الأوطان بغيا***فجمّدنا التّقهقر كالحجر وأصبح جلّنا بشرا عقيما***بلا سمع يفيد ولا بصر //// تأمّل حالنا سترى القذاره***بها الأسواق حرّرت التّجاره يباع بها الفساد لمن أرادوا***شراء السّحت من سوق الدّعاره وتغتصب البراءة في بلادي***بظلم في الحقوق وفي الإجاره وهذا في الحقيقة طال عمرا***فزاد من التّوغّل في الخساره ونحن كما ترى رهن التّردّي***نمارس ما يعدّ من القذاره //// سياستنا تسير إلى الوراء***وتنتظر السّحاب من السّماء تراهن في النّهوض على الأماني***وترهب من سينهض بالبناء وتقمع كلّ صوت قال حقّا***لكي تزداد ضائقة البلاء سياستنا تروّضنا بعنف***لننعم بالتّسلّط والشّقاء وقد نجحت بغرس الدّاء فينا***فأصبحنا نميل إلى الغباء //// أردنا أن نقول الحقّ فينا ***فصرنا من كبار المارقينا يهدّدنا ويوعدنا طغاة***بقمع بالعصا قمعا مشينا نخاف البطش والجلاّد آت***وخوف النّاس بثّ الذّعر فينا وقد ضعفت عزائمنا وهانت***بضغط القهر مثل المحجرينا رمونا بالتّسلّط فانبطحنا***كأنّا بالهوان قد ابتلينا //// لماذا نحن يسكننا الوجل***أليس العمر موعده الأجل؟ سألت النّاس كيف أطعتموه؟***فقالوا:طالنا مرض الخجل ولم نقدر على خلع انحطاط***أباح الظّلم فانصرف الأمل فقلت لهم كفى خوفا فإنّي***سأبدأ في الهجوم على الوجل وجاءتني القريحة فور عزمي***برفقتها اليراع على عجل //// لماذا تشتكون من القلم؟***هل القيم استبدّ بها العدم؟ لماذا نحن كالأوباش صرنا***نعيش على القذارة والوهم؟ ألم ندرك بأنّ العلم نور***وأنّ الجهل يفتك بالقيم؟ إليكم يا بني وطني إليكم***أوجّه صرختي بدم القلم ولست بتارك وطني حزينا***تتاجر في مصالحه الأمم