لم نعد نفهم شيئا عن الحياة الحزبية عندنا في المغرب، منذ أسابيع سربت بعض وسائل الإعلام أن اجتماعا حصل بين زعماء أحزاب مغربية وبين السفير الأمريكي بالرباط، وأنه أوصاهم بضرورة ضم التيارات السلفية إليهم... اليوم نسمع حزب "العدالة والتنمية" يضم تيارا سلفيا بمراكش إليه، بل يرشح الأستاذ حماد القباج عنه في منطقة جيليز، مع احترامنا للشيخ القباج؛ فهو بالرغم من كونه طاقة فكرية وعقلية محترمة، غير أنه معاق تماما، فماذا سيفيد وجوده لأهل جيليز بمراكش، وهو لا يستطيع الحراك؟، إلا أن يكون الترشيح صوريا ليس إلا؟.. نسمع أخيرا أن الشريحة السلفية التي كانت ضمن حزب "النهضة والفضيلة" انسخبت انسحابا كليا من الحزب، وتسربت أخبار قوية - وشبه مؤكدة - أنهم سينضمون إلى حزب الاستقلال، ويترشحون باسمه، نحن نعرف أن هذه الشريحة لم تزد حزب "النهضة والفضيلة" أي شيء في الانتخابات السابقة، ولم تضف إليه سوى مشاكلها، وليس لديها أي قاعدة شعبية، فما مبرر وجودها في حزب عريق كحزب الاستقلال، وماذا ستضيف إليه؟... هل أحزابنا أصبحت تسيّر من الخارج بطرف أصبع؟، أليست لديها إديولوجيات تحترمها؟، وما علاقة التيار السلفي الجهادي بحزب الاستقلال، والتيار السلفي "القعودي" بحزب العدالة والتنمية؟... لا يستبعد أن نجد شريحة سلفية تنضم إلى حزب "الاتحاد الاشتراكي" أيضا، وبمبررات تقنع أصحابها، فمنذ عقدين كان حزب "الاتحاد الاشتراكي" يضم في صفوفه زاوية صوفية هي الطريقة الصديقية بطنجة، وكان شيخ الطريقة (العالم الموقع على عدة عريضات تدافع عن الإسلام) عبد العزيز بن الصديق الغماري عضوا نشطا في أقسام الحزب اليساري ذي التوجهات التقدمية التي تغلو في رفض الخرافة والتبعية الدينية، بالإحرى أن تقبل طريقة صوفية في صفوفها!!... بصراحة؛ الظاهرة الحزبية المغربية تحتاج لدراسات معمقة، فهل يمكن القول بأنه لا توجد عندنا أحزاب حقيقية؟، أم أننا كأفراد مجتمع لا توجد لدينا مباديء وقيم حقيقية نحيى لأجلها؟.