50 ألف مغربي يدخلون إلى المدينتين يوميا و منهم من أصبحوا أغنياء مطالب المغرب باسترجاع سبتة و مليلية ليست جدية هذا ما يقوله الإسبان و هذا ما يعتقده الكثير من المغاربة أيضا الإسبان أو العارفون منهم بخبايا الأمور يقولون ان المغرب وقع اتفاقا سريا مع الحكومة الاسبانية قبل أزيد من ثلاثين عاما بأن أخذ الصحراء و يسكت على سبتة و مليلية هكذا اذن استعداد المغرب الصحراء مع أطنان من المشاكل بيتنما بقي المسؤولون المغاربة يلعبون بالألفاظ و الكلمات حين يتعلق الأمر بسبتة و مليلية . ضابط كبير في الجيش الإسباني صرح من قبل أزيد من ثلاثين عاما بأن المغرب لا ينوي أبدا المطالبة بسبتة و مليلية رسميا لأنه لا يهمه أمرها فلا شيئ فيهما يثير الاهتمام لا بترول و لا حديد و لا قصدير ، فقط هناك كثير من الجبن و المورتاديلا التي تدخل أطنان منها إلى المغرب كل يوم و توفر عملا لأزيد من 50 ألف مغربي يدخلون هاتين المدينتين و يبعدون عن أنفسهم شبح المجاعة و منهم من أصبحوا أغنياء . سبتة و ملياية إذن قضية لا تحظى بالأولوية بالنسبة للحكومة المغربية و يقول "غوستابو دي أريستيغي" و هو مسؤول كبير في الجيش الإسباني ، أنه لا وجود لمطالب رسمية وجدية للمغرب في موضوع سبتة و مليلية ، و يقول مسؤولون إسبان آخرون أن الكلام عن سبتة و مليلية بين الحين و الآخر ، هو فقط من أجل الاستهلاك الداخلي و امتصاص انشغال المغاربة بهاتين المدينتين ، لكن المشكلة هو ما يمكن أن يشغل المغاربة فعلا ليس فقط في بقاء هاتين المدينتين فقط تحت السيادة الإسبانية ، بل عودتهما إلى أحضان المغرب و كيف ستكون هذه العودة . وفي مدينة تطوان ينتشر البؤس و التشرد و البطالة و الكلاب الضالة ، في أغلب مناطقها ، بينما يمكن لمن يعبر الحدود إلى سبتة في ربع ساعة يمكن أن يرى العكس في مدينة أنيقة و جميلة و نظيفة في جميع مناطقها ، هكذا يسائل الكثير من المغاربة : هل ستصبح سبتة مثل باقي المدن المغربية لو عادت إلى حضن المغرب ؟ و الشيئ نفسه الذي يمكن استنتاجه من مدينة الناظور إنه الفرق بين التخلف و التقدم ، هناك مسألة أخرى أساسية ، هو أن الكثير من المغاربة يعيشون في سبتة و مليلية لكنهم يحملون جنسية إسبانية ، و يقولون إنهم إسبان ، بل أن الكثيرين سيصوتون من أجل بقاء المدينتين تحت السيادة الإسبانية ، لو أجرى استفتائا حول الموضوع ليس لأنهم ضد المغرب ، بل لأنهم لا يريدون العودة إلى التخلف ، فالوطن في البداية أو النهاية هو الذي يمنحك الطمأنينة المادية و النفسية . الإسبان يعرفون جدا أنهم احتلو سبتة و مليلية بالقوة و النار قبل أزيد من خمسة قرون ، فلماذا لم يحتلوا المغرب بكامله ، و هم الذين كانوا يتوقون إلى ذلك بل إنهم حين حاولوا ذلك فإنهم تلقوا هزيمة نكراء في معركة وادي المخازن و اكتفوا بالبقاء وراء أسوار سبتة و مليلية . القضية اليزم هي أن المغرب يعرف أنه لا يمكنه استرجاع سبتة و مليلية و الإسبان يعرفون أن المدينتان ليستا لهم ، لذلك يبدو الحل على طريقة جبل طارق أفضل الوسائل فسكان جبل طارق لا يريدون الالتحاق بإسبانيا ، و الإسبان يقولون إن تلك الصخرة لهم لكن الحل الذي تم الاتفاق عليه في النهاية هو ترك الصخرة كما هي عليه ، ما دام أن لا شيئ فيها يسيل اللعاب . على المغرب أن يقاتل من أجل التقدم و يصبح المغرب دولة محترمة ثم يطالب بسبتة و مليلية حتى لا يقول له الإسبان إنه يريد استرجاعهما لكي يملأها بمدن الصفيح ، ويرسل إليهما مسؤوليين يسرقون و يزور فيهما الانتخابات و يقتل أبناء المسؤولين الحكوميين بسياراتهم الفقراء و يظلوا أحرارا طلقاء .