كما واعدنا قراءنا الأوفياء بأن ننشر في تتابع مقالات حول ماهية الصحافة بأجناسها المختلفة و دور "صاحبة الجلالة" في تنوير الرأي العام ، و المهام الموكلة لأصحاب الأقلام الحرة المنغمسين في مجال مهنة المتاعب ، ننشر الآن مادة جديدة بعنوان : الصحافة الاستقصائية ، على أن نتلوها بمقالات أخرى لا تقل عنها أهمية في نفس المضمار ، لنرفع من مستوى كل من يعضق هذه المهنة الرسالية ، التي قد يمارسها كل من له غيرة على إيصال المعلومة لعامة الناس بعد اكتسابها بوسائله الخاصة ، طبعا باحترافية و أمنة و ضمير . في العمق : ما هي الصحافة الاستقصائية ؟ صحافة التقصي أو الاستقصاء أو العمق هي مصطلح عمره يزيد على نصف قرن في دول العالمالمتقدم، وتحديدًا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، وهو يعني: (سبر أغوار الظواهر المجتمعيةالمختلفة سياسية او اقتصادية او اجتماعية ، ومحاولة الوصول إلى عُمقها عن طريق الاستبيات اودراسة البيانات المتوفرة او التحقيقات الجنائية او الحسابية ، ابتغاء تجلية حقيقتها أمام الرأي العاموصناع القرار، أيا آانت هذه الحقيقة، وأيًا آان مَن يوافقها أو يجافيها). أهمية الصحافة الاستقصائية تنبع أهمية الصحافة الاستقصائية من الوظيفة التي تؤديها، فهي تعد: 1- جزء من العمل الرقابي التخصصي ، الذي ممكن ان يصنع رأي عام بين الجمهور خاصة اذا تبنىنتائجه بعض الجهات السياسية ووسائل الاعلام . 2- آاشفة لجرائم وفضائح وفساد الساسة والمسؤولين، ويقال في الغرب: (أن للصحافة الاستقصائيةقدرة لا تضاهى على ربط مسؤولين بجرائم معينة). 3 - أداة للوصول للحقيقة (من مصدرها الأصيل)، والوقوف على صدقها من آذبها، تضخيمها منتحجيمها، أداة تعمق فهم الحدث. 4- بوابة مهمة لشروع أجهزة الدولة في فتح التحقيقات في جرائم المال والأدارة. 5- تشكل مرآز معلومات المؤسسة، وقاعدة بياناتها. 4- تمثل صحافة العمق، وهو مستقبل الصحافة الحية الناجحة المؤثرة مستقبلا، آما يقول الصحفي الأميرآي الذي يعتبر من أآفأ الصحفيين الاستقصائيين في العالم سيمور هيرش: (مستقبل الصحافة في صحافة العمق). لذا فأن الصحافة الاستقصائية ضرورة لنهوض صحافة مؤسساتنا الإعلامية تحديداً،وهي مبرر لوجودها.